توقيت القاهرة المحلي 22:40:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسوعة الفتاوى المسيحية

  مصر اليوم -

موسوعة الفتاوى المسيحية

بقلم - حمدي رزق

بمناسبة سؤال هل يدخل المسيحيون الجنة؟!

أهم إصدارات دار الإفتاء المصرية فى السنوات العشر الأخيرة، ما يسمى «موسوعة الفتاوى الموسمية»، صدرت فى أحد عشر مجلدًا تجمع بين دفتيها كل الفتاوى التى تهم المسلم فى المناسبات المختلفة.

أشك أن دار الإفتاء عرجت فى موسوعتها المهمة على مجلد ما يسمى «الفتاوى المسيحية»، والتسمية كريهة وغير مهضومة، ولكنها باتت من الفتاوى الموسمية المقررة علينا من قبل سلفيى العصر والأوان، عادة ما ينشطون فى رمضان والأعياد والمواسم الدينية لجمع الحسنات على رؤوس إخوتنا المسيحيين يبضعونهم فى الفضاء الإلكترونى.

أسئلة مكرورة تمس أخوتنا تلح عليها منصات إلكترونية تقتات على مثل هذه الأسئلة المفخخة، إزاء حالة فيروسية أصابت العصب المصرى، إلحاح مرضى، حالة نفسانية أصابت البعض، لا تمر مناسبة دينية إسلامية أو مسيحية، وحتى فى رمضان إلا وينغص عليهم بسؤال بغيض من عينة: هل يدخل المسيحيون الجنة؟

بمناسبة سؤال عنوانى «جنة المسيحيين» أمس، تذكرت عنوانًا كتبته قبل، وأستعيد محتواه، التكرار كما يقولون يعلم الشطار بعنوان «لا تلحفوا فى المسألة المسيحية!!»، والإلحاف بمعنى التكرار والإلحاح، ألحف يعنى ألحّ، ومنها اللحوح بمعنى الكثير السؤال المديمه.

ما موقع المسيحى من الإعراب، سؤال مكرور مكرر متكرر، ومستهجن، وإجابته متوقعة، والعجيب لا السائل يكف عن السؤال، ولا الشيخ يكف عن الإجابة، لازم إدخال المسيحى فى جملة مفيدة، واستدعاء الجار المسيحى لإثبات سماحة.

ما تحمله الأسئلة من هذا الصنف الطائفى الردىء استجداء بغيض، للأسف تعبير عن حالة مرضية تلبست البعض ممن يتبضعون الحنو على المسيحيين!.

متلازمة الأعياد والمواسم الدينية وفتاوى أهل الكتاب، للأسف صارت بضاعة رائجة على المنصات الإلكترونية، ويتورط بعض مشايخنا الأفاضل فى الإجابة بما يمليه عليهم ليس الخلق الإسلامى القويم فحسب، ولكن ما يفرضه «الترند» بسطوته على وسائل التواصل الاجتماعى!.

أسئلة عجيبة مثل: هل يجوز التصدق على المسيحى الفقير من زكاة المال؟ سؤال رمضانى مكرور، وهل تجوز زكاة الفطر للزوجة المسيحية من زوجها المسلم، ولو على سبيل الهدية أو العيدية كيفما تسمت؟!

ومع قدوم الأعياد تقام على الفضائيات مزادات جمع الحسنات، مثلًا: هل يجوز إهداء (كحك) بسكر لجارنا المسيحى فى عيد الفطر؟ ويرد مولانا: لا مشاحة فيما تقدمه، ولا مماحكة فيه، إنها واضحة بينة، مستحب، ويستطرد: والأفضل تهديه (كحك) دون سكر، لأن السكر غالٍ!.

ومثلها: هل يجوز إخراج جُعل من زكاة المال لجار مسيحى فقير؟ ويرد مولانا: جائز بإجماع الشارع، أما زكاة الفطر فللصائمين، والمسيحيون عادة لا يصومون رمضان، رغم صومهم الكبير!.

ومن هذا كثير، فى الحالة المصرية ينظرون إلى المسيحى باعتباره «مفعول به»، قطب سالب ينتظر العطف والحنية والصدقة والهدية، ومكان فى الجوار.. فى الجنة وما يوعدون، وكأن المسيحى ربنا سخّره للمسلمين ليجمعوا عليه حسنات فى الحياة الدنيا!

صدقنى لو عاوز تدخل الجنة صاحب واحد مسيحى، فى كل لفتة حسنة، صبحت عليه... حسنة، مسيت عليه... حسنة، عيّدت عليه... حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، تخيل المسيحى للمسلم فى الحياة الدنيا كنز حسنات، بس السلفيين مش فاهمين.. أو فاهمين غلط!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسوعة الفتاوى المسيحية موسوعة الفتاوى المسيحية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon