توقيت القاهرة المحلي 03:18:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعاء ورجاء

  مصر اليوم -

دعاء ورجاء

بقلم - حمدي رزق

طلبت «أميرة»، (ابنة شقيق الكاتب الكبير صلاح منتصر)، من محبيه الدعاء «عشان يقوم بالسلامة، ويستمر في كتابة مقالاته».

الدعاء موصول، والدعوات الطيبات من حول سرير العم صلاح كالورود اليانعة تفتح النفس على الحياة.

من قرأ سطوره، ومن اقترب من معيته، ومن اصطفاه العم صلاح بالمحبة يدعو، فأكثروا من الدعاء، الدعاء أنجع من الدواء، الدواء يكتبه الأطباء، الدعاء تلهج به ألسنة المحبين، دعاء ورجاء، «اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية، عاجلًا غير آجلٍ يا أرحم الرّاحمين».

الكتابة عن الأحباب فرض عين على المُحِبين، والعم صلاح عنوان من عناوين المحبة الحقّة، حالة إنسانية فريدة، رُقى إنسانى نادر، روحه طيبة، لا يُضمر شرًّا ولم أَرَه يومًا يتأبَّط شرًّا.. ابتسامته تسبق خطوه.

سعى ساعيًا العم صلاح إلى تقفِّى صور الجمال في نفوس البشر ووجوههم الطيبة، ومعلوم الكتابة الجميلة من حنايا الروح الطيبة، وشيخنا (كبير المقام) يملك قلبًا كبيرًا تسَع حجراته الجميع، لكل منّا موضع في قلبه.

أكتب مُحِبًا لمَن يحمل الحب للناس جميعًا، لم أَرَه سوى باشّ باسِم في وجه الحياة، يعالج قسوتها ببشاشته، ويهوّن الصعب علينا، وكل عقدة عنده لها حلّال، بتؤدة وعلى مهل وبثقة في الله يتوفر على أعقد المشاكل، يُحلِّلها ويُفكِّكها، يسكب عليها بعض ماء من روحه الشفافة، بردًا وسلامًا.

مثل العم صلاح مثل شيخ العمود في أَرْوِقَة (جمع رواق) قديم الزمان، يجلس وسط المُحِبين فيغمرهم من فضله، محبة لله في لله، فإذا ما امتلأت نفوسهم وأترعت.. تركهم ينثرون عبق المحبة في حِلّهم وترحالهم.

وصاياه وصايا حكيم، وكلماته تحمل عبق زمن الطيبة والإيثار، مثله تحتاجه سندًا في رحلة الحياة، مرشدًا وهاديًا ومعلمًا، يتمتع بهدوء داخلى، تعجب، كيف درَّب نفسه على فضيلة الهدوء؟!.

موهبة العم صلاح في احتواء عواصف الحياة، يلم الأحزان في شاله على كتفه ويُلقى بها على طول ذراعه، يتخفف منها، ويعتقد في راحة العقل التي هي من راحة البال، لا يُجهد عقله فيما لا يستحق، ولا يشغل باله بالتفاهات، ويضحك ملء شدقيه على مزحة بسيطة، وإذا أعجبته فكرة سوَّقها بين الأحباء، يشاطرونه المحبة.

يوم قريب سيعود عمنا غانمًا الصحة، سنراه في الصباحات الرائقة، مُنكبًّا على فكرة من فيض خاطره، كاتب سهل، يصوغ أفكاره بأبسط العبارات، وهى موهبة فريدة، كتابة كالقطيفة الناعمة، لا تُجهد القارئ أبدًا.

عطشى للكتابة الناعمة، كتابته ذات ملمس ناعم كالقطيفة، يُنعشك قلم عم صلاح، لا يُوتِّرك ولا يُقلقك ولا يقض مضجعك، عموده اليومى عنوانه «مجرد رأى» على الصفحة الأخيرة بـ«الأهرام»، لا يفرضه عليك، لكنه مجرد رأى، عنوان راقٍ، يصوغ العم صلاح عباراته في أدب جم واحتشام، وبين سطوره ثمة روح طيبة تسرى في أعطاف الكتابة.

رده الله سالمًا مُعافى، ويعود إلى مكتبه يجلس جلسة ناسك صالح، مُنْكَبًّا على سطوره التي ينتظرها قراء «الأهرام» كل صباح، قلم رقيق يعطف ويراعى الخواطر، ويلمس الجروح لا ينكؤها، مداده من عذب مياه النيل، يغرف منها يرتوى، ويروى المُحِبِّين.. برجاء الدعاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاء ورجاء دعاء ورجاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon