وكتب «خالد الغندور»، على صفحته في «فيسبوك»: «أى جمهور يرمى طوب أو يخرج عن النص لابد أن يُعاقب، ويُمنع من الدخول للمباريات، سواء إسماعيلى.. أهلى.. زمالك، نحن نريد عودة الجماهير للملاعب، وما حدث اليوم من قلة من جمهور الإسماعيلى ضد أتوبيس الأهلى لابد أن يقابل بمنتهى الردع».والله وقدرت تهزنى زى زمان، الرزانة تتجلّى، منتهى العقل والحكمة، ربنا يكمِّلك بعقلك الجميل، عفارم بجد عليك يا خالد، صح لسانك، وأزيدك من الردع لعلهم يرتدعون.
رشق أتوبيس الأهلى بالحجارة من تداعيات الشحن الجماهيرى الرهيب، الذي داهمنا الأسابيع الأخيرة وعمل عليه نفر من المتعصبين كرويًّا من خارج وداخل البلاد.
وحذرنا من مغبة الشحن الجماهيرى. سيؤدى حتمًا إلى انفجار لا تُحمد عقباه، وهذا نزر يسير يا خالد مما نخشى منه ونخاف ونتخوف.
الردع، أحسنتَ قولًا، وإذا لم يتم ردع هذه الفئة المتعصبة فستُصلينا نارًا، والفتنة يقينًا استعرت، والعاملون عليها كُثر، وأنت سيد العارفين. نحن إزاء مخطط مرسوم بعناية لإشعال حريق مجتمعى كبير بمعرفة «الأولتراس» المتعصبين خلقة، وبالسوابق هؤلاء مشحونون بزيادة، يكادون ينفجرون في وجوهنا.
حادث الرشق على محدوديته يؤشر على روح شريرة تسرى بين جماهير الكرة، وما يصل أسماعنا من المدرجات من صيحات غضب وتعصب ورفض للآخر خليق بالتوقّف والتبيّن قبل أن تقع «الفاس في الراس» كما يقولون.
توقفًا أمام منظومة الشحن الجماهيرى التي لا تتوقف، بين ظهرانينا (يا خالد) مَن يقتات التعصب، وعامل عليه، وعلى فتن الجماهير، ولا ينام قرير العين إلا بعد إشعال الحريق ليلًا، وهؤلاء معروفون بالأسماء، وبألوان الفانلات، بيضاء وحمراء وفاقع لونها.. يفقعوا المرارة.
وللأسف يا خالد، يملكون مساحات فضائية وإلكترونية تكفى لحرق بلد بحاله، ولا مُعقِّب عليهم، ولا ضابط فضائى ولا رابط أخلاقى.. ولا كود إعلامى.
المكايدة سلوهم، والتعصب مسلكهم، والغِلّ مالِى قلوبهم، يقتاتون الكراهية ويُمعنون في الكيد، كيّادون بالفطرة. خلقة ربنا.
وتبيُّنًا لمآلات الشحن الجماهيرى المتواصل، أخشى مخططًا لصدام جماهيرى مروع، عندما تضع العربات متقابلة في مواجهة بعضها دون عوامل تأمين كافية، وكأنك تضع البنزين بجوار النار.
عندما ننام ونصحو على متلازمة الأهلى والزمالك المرضية، والعدوى التي أصابت الجماهير بألوان أخرى صفراء وخضراء وزرقاء، فنحن إزاء بروفة لحريق كبير.
فتنة كروية، وهذا هو بيت القصيد، إشعال فتنة مجتمعية بعد أن فشلوا في إشعال فتنة طائفية، إشعال الفتنة الكروية ربما أسهل من الفتنة الطائفية، التي كبحتها عقول تعتنق المواطنة والتسامح والمحبة.
يا خالد، ثابت مرض عقلى معروف في الأدبيات النفسية اسمه «جنون الكرة». الساحرة المستديرة أدارت العقول، وأفقدتها صوابها الوطنى، فصار التعصب سياقًا معتمدًا، وتغذيه مصادر شديدة الخطورة على الأمن المجتمعى، الذي هو من الأمن القومى، ومن مهددات الأمن المجتمعى إشعال الفتنة في المدرجات التي تنفتح على المجتمع، وهذا جد خطير ويستوجب كبحه قبل استفحاله.
التوقى من الحريق يا خالد، بتجفيف مصادر الاشتعال الذاتى والخارجى، وأولها كبح التعصب الفضائى الذي هو مصدر التعصب الإلكترونى، ومصدر كل الشرور، ولجم المنفلتين كرويًّا، والقائمة السوداء معروفة بالأسماء، وخالد الغندور ممكن يسمّعها غيبًا.