توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاتورة إعمار غزة!

  مصر اليوم -

فاتورة إعمار غزة

بقلم - حمدي رزق

الكلفة البشرية لا تقدر بأثمان، روح طفل فلسطينى لا تعادلها تعويضات. معلوم إسرائيل خبرت ابتزاز العالم منذ «المحرقة الهتلرية» وحتى ساعته وتاريخه، بالسوابق يعرفون ويتكسبون من ادعاء المظلومية التاريخية.

حتمًا ولابد أن يشعر العالم بعقدة الذنب على ضحايا «المحرقة الإسرائيلية في غزة»، تجاوزت في وحشيتها المحرقة الهتلرية بكل مآسيها.. فضلًا عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، دمار غزة وتخريب بنيتها الأساسية، تخريب دموى للبشر والعمران، وإقصائهم في الوجود إما إلى عصر«الإماتة الإجرامية»، وإما إلى حياة «الحيوانات البشرية».. في وصفٍ لم يكن يقبله أهل «العصور الحجرية»، التي يتوعد بها نتنياهو الفلسطينيين.

التقديرات الغربية تشير إلى أن تكاليف إعادة بناء ما دمره القصف الإبادى الإجرامى الإسرائيلى في غزة تتجاوز عتبة الخمسين مليار دولار، بعد مائة يوم من الدمار المتعمد لكل ما هو كائن فوق وتحت الأرض.

نظرية «الأرض المحروقة» التي ينتهجها «نتنياهو» خرابها مستمر ورهيب، فكيف تستعيد غزة الحياة؟!.. غزة باتت كومة من الأطلال التي تشهد على وحشية احتلال خطط لإبادة أهلها عن بكرة أبيهم، لا يذر منهم في القطاع ديارا.

العلّامة القانونى الدكتور «على الغتيت»، أستاذ القانون الدولى، ينبه مبكرا وفورًا إلى ضرورة النهوض بالتفكر الاستراتيجى والقانونى المبدع خارج الصندوق المعتاد، لتحقيق وضمان النجاح النهائى في كيفيات التعقب القضائى القانونى والسياسى الدولى والمالى والإقتصادى لمرتكبى هذه الجرائم من مختلف الدول: إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والجنسيات الأخرى، وملاحقتهم القضائية الدولية والوطنية بأنواعها كى لا يفلتوا من أعباء المسؤولية الكاملة عن إعادة إعمار غزة، وتحمّلهم كافة التبعات التي تقتضيها نتائج ما ارتكبوه من تعمد جرائم الإبادة البشرية، وما ترتب عليها من الضحايا والدمار العمرانى، وإقامة «غزة الحياة» من جديد وإحياء الخرابات بكافة أصنافها وأنواعها التي لحقت كذلك بالكوادر المالية والاقتصادية لغزة وأهل غزة، أخذا في الاعتبار الجدىّ الصارم أن تحملهم (وحدهم) مسؤوليات إعادة العمران والحياة إلى غزة.

ما تقدم- يقول «الدكتور على الغتيت»- هو الشق الثانى الأصيل، ولا انفصام له عن أهمية الحصول على حكم الإدانة لتلك الدول المشتركة الجانية مع إسرائيل من كل من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما سوف يستغرق مدة ستطول سنوات ليست بالقصيرة فيما أثبتته السوابق القضائية الموثقة.

في هذا السياق، نُذكّر باتفاقية لوكسمبورج بين دولة إسرائيل وجمهورية ألمانيا الاتحادية، تم التوقيع عليها في سبتمبر ١٩٥٢، والتزمت ألمانيا فيها بدفع تعويضات لليهود الناجين من الهولوكوست ولدولة إسرائيل باعتبارها الدولة التي ترث حقوق الضحايا اليهود، والتى تعتنى بتأهيل أغلبية الناجين اليهود.

في إطار هذه الاتفاقية، دفعت جمهورية ألمانيا الاتحادية لدولة إسرائيل ما يقدر بمبالغ، المعلن منها ٣ مليارات مارك ألمانى غربى في غضون ١٣ عاما ما بين عام ١٩٥٣ وعام ١٩٦٥، كذلك التزمت حكومة ألمانيا بدفع معاش شهرى لكل يهودى أينما كان، إذا أثبت تعرّضه لمطاردة الحكم النازى في أوروبا من ١٩٣٣ وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

أخد الحق صنعة والتزام أمام الله.. وحقنا بين أيدينا فلا تُضيّعوه.. كفانا فرصًا ضائعة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتورة إعمار غزة فاتورة إعمار غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon