بقلم:حمدي رزق
إذا خرج رئيس النادى الأهلى وتحدث إلى جماهيره، فالأمر كما يقولون جد خطير، والخطب جلل، والخطيب نادرا ما يتحدث.. وخرج لا يَلوِى على شىء ليتحدث.
«لقد طفح الكيل»، «وبلغ السيل الزُّبَى» حتى «لم يبقَ فى قوس الصبر منزع»، ثلاثة أقوال درج العرب العاربة على التلفّظ بها عند نفاد الصبر أو تفاقم الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عنه، أو الصبر عليه.. ما لم يستطع الكابتن الخطيب عليه صبرا.
غضب الجماهير الحمراء تلطفا، حزنها على حالة فريق الكرة الذى تدهورت أحواله حتى بات «كرويا» مطمعا لكل فرق الدورى، كبيرها وصغيرها، والأنكى والأمر تعمد الحط على الفريق (مكايدة) من جانب بعض صغار المنظومة الكروية، تطاولا وتجاوزا وظلما بينا. ملخص كلمة الخطيب، الذى ظهر على الجماهير حزينا، أن الأهلى «نادى القرن»، وكبير القارة الإفريقية كرويا، يتعرض لـ«ظلم بَيِّن» لأسباب ليست خافية على أحد، وبح صوت الإدارة، وصخب الجماهير الحمراء فى مواجهة مخطط مرسوم لإسقاط الأهلى مِنْ عَلٍ.
لافت من خطاب الخطيب محاولة تفخيخ العلاقة بين الإدارة والقاعدة الجماهيرية بطائفة من الأخبار المسمومة، تسمم أجواء الجزيرة الحمراء. ظهر الخطيب «موضوعيا»، وهو يعترف بالأخطاء الداخلية التى وعد بإصلاحها، وهذا عين العقل، فالأزمة داخلية بالأساس، مع مؤثرات ضاغطة خارجية، فتفاقمت، بل تم استغلال حالة فريق الكرة المتدهورة لتحطيم منجز الفريق كرويا على مدار عقود.
مستهدف تعميق الأزمة لتطول طويلا، وتتحول إلى كارثة تطيح بالإدارة تحت ضغط جماهيرى، فيدخل الأهلى مرحلة قلاقل تنتهى بالسقوط الذى يخشى منه على استقرار الأوضاع فى الجزيرة الحمراء. استمسك «بيبو» بفضيلة «الاعتذار» للجماهير الحمراء، ومعلوم، إذا كان الاعتذار ثقيلا على النفس، فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين أيضا، وجاء حديث بيبو «محترما»، خلوا من الإساءة للآخرين رغم قسوة الإساءات التى تحملها الخطيب شخصيا، وفى هذا تروى قصصا تحويها ملفات القضاء.
ما يقدم عليه الخطيب فى مقتبل الأيام، ورسم خطوطه العريضة فى حديثه الحزين، نقلة موضوعية فى سياق الأزمة، فالاعتراف بالأزمة طريق لحلحلتها، وتفكيكها، الخطيب وإدارة الأهلى لا تعيش حالة «إنكار»، والأخطر من الأزمة إنكارها، والخطيب يقر بوجود أخطاء يجرى علاجها، وثغرات ينفذ منها الموتورون، يعمد إلى سدها فى وجوههم، والخسارة القريبة يمكن استيعابها، استشرافا لسبل تجاوزها بأقل قدر من الكلفة.
ضياع الدورى والكأس يمكن تعويضه، مستقبلا، بقليل من الصبر وفى أقرب الآجال، «لسه البطولات ممكنة»، لكن ما لا يمكن تعويضه فقدان البوصلة تجاه الحل، وادعاء «المظلومية»، والتقوقع حول «حديث المؤامرة الفوقية».
نعم، هناك أخطاء حدثت، لكن لا تترجم على أنها «مؤامرة»، من ذا الذى يقدر على مواجهة الجماهير الحمراء، من ذا الذى يود حك أنف ملايين المحبين، لسنا فى مجال مقارنة رقمية، لكن جماهير الأهلى رقم صعب فى المعادلة الكروية لا يمكن تجاهلها، ويخشى غضبتها.. إذا غضبت دَمْدَمَت!!.
خلاصته: مطلوب دعم جماهيرى أحمر لمجلس إدارة الأهلى، ولفريق الكرة، على الحلوة والمرة، ولـ«بيبو» شخصيا الذى يتعرض لحملة مسعورة معلوم مصدرها كرويا، وليس بخاف على الجميع مستوى الحملة أخلاقيًا، الملاسنات مست السمعة والأسرة وكل ما يمت للخطيب بصلة، بلغت حد الإهانة، والرجل صامت على الأذى، فقط يطلب حقه بالقانون، أما عن حقوق الأهلى فللأهلى جمهور يحميه.