توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ..

  مصر اليوم -

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ

بقلم - حمدي رزق

خطوة فى الاتجاه الصحيح، هكذا وصف بيان المشيخة الأزهرية بتوقيع الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب» إقرار البرلمان الدنماركى قانونًا لتجريم حرق المصحف الشريف.

وثمّن الدكتور «شوقى علام»، مفتى الجمهورية، قرار البرلمان الدنماركى الخاص بمنع الإساءة إلى المصحف الشريف، بتمزيقه أو تدنيسه أو بأى صورة من الصور، التى من شأنها نزع القداسة عن المصحف الشريف وسائر الكتب المقدسة.

لفتتنا حرب غزة عن قرار البرلمان الدنماركى المعتبر بمنع الإساءة إلى المصحف الشريف، قرار حكيم، يُلجم الكراهية الدينية، ويقطع أيادى آثمة لطالما امتدت لتمزق كتابنا الكريم وتحرق قلوبنا مع حرق صفحاته تنطعًا وافتراءً وتجاوزًا لكل الأعراف الحضارية.

شهدنا فصولًا مأساوية مريرة من هذه الأفعال الحمقاء المشينة، فى بلاد تزعم حرية تعبير، وهى تغتال الحريات الدينية جهارًا نهارًا، بل تحمى دعاة الكراهية، وتحصنهم من المساءلة القانونية المستوجبة.

القانون الدنماركى فى محتواه يُجرم «المعاملة غير اللائقة» للنصوص الدينية المعترف بها لدى المجتمعات الدينية.

فرصة وسنحت، المؤسسة الدينية المصرية الرسمية تطالب البرلماناتِ المماثلةَ والهيئاتِ التشريعيةَ المختلفة فى العالم عمومًا وفى الغرب تحديدًا باتخاذ مثل هذه الخطوة، بسَنِّ قوانينَ وتشريعاتٍ تُجرم تلك الممارسات المرفوضة، والانتهاكات الصارخة للمقدسات ورموز الأديان.

البرلمان الدنماركى بقراره يضرب مثلًا فى التحضر، وحسنًا فعلت المؤسسة الدينية المصرية بالثناء عليه، «إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا..» (الأسراء/ ٧)، نعم أحسن الدنماركيون لأنفسهم، بعد أن جربوا عاقبة الإساءة إلى كتابنا الكريم، مقاطعات حول العالم ومظاهرات، ورفض عارم فى عواصم العالم الإسلامى.

مثل هذا القرار الحكيم يستأهل تشجيعًا من المراجع الإسلامية حول العالم، مثل هذه الإشارات الطيبة إن صدرت، مستوجب التعاطى معها بإيجابية تشجيعًا، وتثمينًا، لا تفوتوها دون توقُّف وتبيُّن.

التوقف ضرورى أمام مثل هذه المراجعات، حيث بُحَّ صوتنا ليصل إلى صانعى القرار فى العواصم، التى تُستباح فيها المقدسات الدينية تحت زعم الحريات، أن احترموا مقدساتنا لأننا نحترم جميع المقدسات، وإسلامنا يحترم العقائد جميعًا والديانات «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ» (الكافرون/ ٦).

وتبيُّن مآلات مثل هذا القرار الدنماركى، إسهامًا فى تعزيز رُوح التسامح والتعاون المشترك بين المجتمعات كافة، يدعم نبذ خطابات الكراهية والعنف والإقصاء والتمييز. (نصًّا من بيان دار الإفتاء).

وعاجلًا، وقبل أن يبرد القرار الدنماركى الحكيم، مستوجب تحرك البرلمان المصرى فى قلب البرلمان العربى لجبل البرلماناتِ المماثلة والهيئاتِ التشريعية المختلفة فى العالم عمومًا وفى الغرب تحديدًا لمثل هذه الخطوة، بسَنِّ قوانينَ وتشريعاتٍ تُجرم تلك الممارسات المرفوضة، والانتهاكات الصارخة للمقدسات ورموز الأديان.

مطلوب التواصل عالميًّا عبر الفعاليات الدولية لتثبيت المنطوق الإسلامى. التفرقة بين حرية الرأى المكفولة للجميع، والتى تمثِّلُ إحدَى صور التعايش والتكامل والانسجام بين البشر، وبين التعدى على المقدسات والرموز الدينية، وما من شأنه نشر الكراهية والصراعات، وتهديد السلم الاجتماعى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon