توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وكان فضل يوليو عظيما

  مصر اليوم -

 وكان فضل يوليو عظيما

بقلم:حمدي رزق

وقبل أن يدهمنى السؤال الصعب: وكيف يكتب مَن لم يعش أيام ثورة يوليو، عن ثورة لم يرها ولم يعاصر أحداثها، وكيف يصير من دراويشها ويعيش على ذكراها، ذكريات عبرت أفق خيالى بارقًا يلمع فى جنح الليالى؟!.

أنا ومثلى كثير من أولاد الفقراء وُلدوا ولم يشهدوا الثورة قايمة والكفاح دوّار، تربّوا على لبان العزة والكرامة، وُلدنا مرفوعى الرأس، وتربينا على طبلية بسيطة فى قعر بيت لا يبين له عنوان، قُطرها لا يتسع لطموحاتنا التى أفسحت لنا ثورة يوليو مساحة رحيبة، حرثت يوليو الأرض وزرعتها بأشجار الأمل، شجرة مزهرة فى حديقة يوليو الغناء.

أنا ومثلى كثير، مَن تلقى تعليمه بالمجان ولم يعجز الفقر الأسرة عن تعليمنا، تفوقنا وما كنا فى الحساب أو يُعمل لنا حساب، وكان فضل يوليو عظيما.. متى كان التعليم لأولاد الفلاحين حقًا، متى كان التوظيف لأولاد العمال أملًا، متى كان للفقراء نصيب من الحياة فى الوطن، متى كان الأجداد والآباء محسوبين كبشر لهم حقوق وعليهم واجبات؟!.

يا سادة، إنها ثورة الفقراء الذين أنصفهم ناصر بثورته العظيمة، كان الله يرحمه بثورته الميمونة نصير الضعفاء.

نكتب فى موعد معلوم ٢٣ يوليو من كل عام، نكتب فخورين، ومثلى كان نسيًا منسيّا فى عزبة قصيّة فى مدينة مختفية من على خارطة القطر الكبير، فشب عن الطوق فإذا بناصر يخبره من القبر، يا بنى إن التعليم حق لكم كالماء والهواء، وإن المصريين جميعًا سواء، وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تأخذ الدنيا غلابا.

منحنى «ابن البوسطجى» العظيم، منح «ابن الفلاح» الطيب جواز مرور إلى العاصمة الكبيرة، وكانت العاصمة ووظائفها حكرًا على أبناء الأعيان، صار «ابن البوسطجى» رمزًا كريمًا نتقفى أثره فى المشوار الصعيب، وصار عَلَمًا منقوشًا على القلوب فى الصدور، وصار بيت شعر مُغنّى، ويا جمال يا مثال الوطنية.

ما تركه ناصر فينا كثير، بالأفعال لا بالأقوال، ما نكتب من سطور مطرزة بالفخار يكتب عنه وعن ثورته من تحصل والده على خمسة أفدنة بعقد تمليك أخضر، أول مرة فلاح مصرى يملك طينًا، قبلها كان مغروز فى الطين حتى رقبته، ويشيل الطين، وطين البرك على كعابه المشققة من لفحة أرض الهجير، ويخدم فى الوسية، وزوجته تخدم فى بيوت أصحاب الطين خدمة العبد للسيد، كان يزرع وغيره يحصد حبات العرق من على جبينه، يبيع تعبه وشقاه فى المزاد الكبير.. أخيرًا أكل والدى ووالدك مما زرعت يداهما، وكفاهما سؤال اللئيم.

أنا هو وهى ومثلى ومثلها كثير، منهم من تحصّل والده العليل على معاش، وعاش بجنيهات المعاش، جنيهات تقيمن صلبه وتعينه على الحياة، وربّى أولاده من حلال، وعاش على سيرة الثورة مخلصًا لشعاراتها، وإن لم يحسن الكلام مطرزا بالعبارات الفخيمة.. إنها ثورة شعب، ثورة ولاد الشعب، ناصر والضباط الأحرار.

ماتت أمى وهى تدعو لناصر، لأنه لم يبخل عليها من خير مصر كغيرها من الفُضليات.. كان إنسانًا، وتلونت ثورته بالإنسانية والكرامة الإنسانية التى كان ذروة سنامها عطفته على الفقراء.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وكان فضل يوليو على جيلنا وأجيال سبقت وأجيال لم تولد بعدْ فضلًا عظيما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وكان فضل يوليو عظيما  وكان فضل يوليو عظيما



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon