توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكتابة فى كرة القدم!

  مصر اليوم -

الكتابة فى كرة القدم

بقلم:حمدي رزق

وسألنى صديق أريب: لماذا كثرت كتاباتك الكروية أخيرًا، ونحن ننتظر منك كتابات سياسية واقتصادية واجتماعية، هل الهروب إلى الكرة صار طقسًا لطيفًا؟!.. أتابع كثيرًا من الكتاب الصحفيين والمحللين السياسيين المعتبرين، يكتبون فى الكرة.. ضاحكا.. يلهون ويتلهون بمداعبة الكرة المنفوخة ذات الجلد الأملس!.يا صديقى الحاذق الساخر، لا هو لهوٌ خفىّ ولا تلهٍّ مقصود، ولا نملك رفاهية مداعبة الكرة وقت الفراغ.. فقط عندما تتجاوز الكرة الخطوط الحمراء، عندما تهدد الكرة المجتمع بالفتنة، عندما يفتتن الشباب من حول الأحمر والأبيض ويتراشقون بخشونة، عندما تتحول الكرة إلى «خميرة عكننة» تكدر صفو الناس فى قعور البيوت وتشيع بينهم الكراهية والبغضاء والعنصرية والطائفية الكروية.. يستوجب التوقف. كتابك تبينا لمآلات الأمور فى الملاعب.

عندما تنحرف الكرة عن المرمى وتصيب العقل الجمعى فى أعز ما يملك من قيم أخلاقية وإنسانية سامية، تستلب المحبة المفقودة التى تترجم رياضيًا بـ «الروح الرياضية»، عندما تغيب الروح.. يتهالك الجسد ويسقط فى حفرة عميقة.

عندما تصدم الكرة وجه المجتمع فتصيبه بدوار، فيفقد العقل الجمعى اتزانه، فتفقد المنظومة الرياضية الرشد والعقلانية، وتصبح الكرة إحدى القلاقل المجتمعية، وتشكل خطرًا على النسيج الاجتماعى، تمزق بعد أن أصابت الكرة وجه الوطن مباشرة.

جد نعانى دوارًا.. وتشيه الصورة، صورة وطن صاحب حضارة عريقة موغلة فى القدم، نعانى فقدانا مؤقتا للذاكرة الرياضية التى جمعت بين عظماء اللعبة فى صور راقية خلال عقود مضت.

عندما تصبح الشعارات المرفوعة فى المدرجات عنصرية فوقية، وكلٌّ يعلى على الآخر، يسحقه تحت الأقدام.. وكلٌّ يزايد على الآخر، يمحقه محقا بلا رحمة.. وكلٌّ يتعصب لفانلة تعصب القبائل المتناحرة على الماء والكلأ.. تناحر وتقطيع هدوم، وتمزيق وجوه، والتنابز بالألقاب والنعوت والصفات!!.. يوم يمشى كلٌّ وراء راية عَمِيَّةٍ، يغضبُ لعَصَبِيةٍ، أو يَدْعُو إلى عَصَبِيَّةٍ، أو ينصرُ عَصَبِيَّةً، ويُقبّل علم النادى مكايدة، ولا يقف «زنهار» للعلم الوطنى، ويهتف لفريقه ويصمت (وهذا أهون الفعل) عند السلام الوطنى.

عندما يتسلل بين صفوف الجماهير المتحمسة دعاة الفتنة، والإخوانجية، والسلفنجية، يرومون مغنما، ينسلون لإشعال الحريق الكبير، ويفتنون الجماهير، ويشيعون التعصب، يطلقونها كرة ويبغونها سياسة، يلعبون السياسة بالقدم هذه المرة.

عندما تصبح الساحة الكروية «سداح مداح»، لا ضابط ولا رابط، ولا قانون، وتسود روح همجية بغيضة، وتنفجر البلاغات صاخبة فى وجوه الجميع بما تحويه من أذى، وتمتلئ قاعات المحاكم بالقضايا، ويستهلك المجتمع قواه الناعمة فى معركة كسر عظم رهيبة، نخسر فيها كثيرا، نخسر الجلد والسقط كما يقولون.

نكتب فقط لإيقاظ الغافلين عن فتنةٍ وقودها الناس والحجارة، المشرحة الكروية مش ناقصة، لا نكتب ناقدين كرويين، لا عن خطط لعب، ولا عن تكتيكات، ولا الهجمات المعاكسة، ولا لنا نصيب من التحليل الرصين الذى يمتلكه كبار نقادنا الأجلاء، الكبير حسن المستكاوى نموذج ومثال.

نكتب عن مخطط الفتنة.. تسلل الإخوان بين الصفوف، لجم التعصب، نبذ العنصرية، وخطر الطائفية الكروية.

نكتب من أرضية وطنية، كتابة سياسية، بعد أن طاشت الكرة فعبرت الخطوط الحمراء فأصابت أهدافا سياسية ليست مخفية، فقط ننور عليها من باب الحيطة والحذر والخشية والخوف على وطن يعيش فينا جميعًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة فى كرة القدم الكتابة فى كرة القدم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon