بقلم : حمدي رزق
عارف يعنى إيه قلبك يوجعك وتحس إن طعم الدنيا مر، وإن الأزمات لا تنتهى لما سندك وظهرك وقوتك تشعر بالوجع، وإنك مش قادر تعمل أى حاجة. لقد تعرض أبى لأزمة صحية شديدة وهو الآن فى العناية بمستشفى وادى النيل، أرجو الدعاء له من قلوب أحبته بصدق من تلاميذه وقرائه ومحبيه، ما أصعب أن تشعر أنك لا تستطيع تخفيف آلام من تحب، يا رب الشفاء من عندك وبفضلك، يا رب.. يا رب.. يا رب».
وجعتنى تتويتة (أمنية) بنت معلمى وشيخى مكرم محمد أحمد، يا رب أنت الشافى المعافى، اللهم إنّى أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شىءٍ قدير.
يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب، يا مُجيب دعوة المُضطرين.. اللهمّ ألبسه ثوب الصحّة والعافية عاجلاً غير آجل يا أرحم الراحمين.
مهما أوتيت من بلاغة لا ترقى إلى سفح هذا الجبل الصامد فى وجه المرض، شامخ، فارس مصرى أصيل، جمل الحمول، وكم قاسى ولايزال، وكم مرق من المنايا، وهو الآن فى سريره مريض بين يدى مولاه.. يحتاج إلى الدعاء.. يا رب.
الأستاذ الكبير مريض، مرض شديد، أرجوه أن يتنبه ويشحذ قواه، قم يا شيخنا، انهض من رقاد، عد إلينا بطلتك المهيبة، وضحكتك المجلجلة، وغبطتك بالحياة، لم تر عينى محبًا للحياة مثل الأستاذ مكرم.
ادعوا له، وصلوا من أجل شفائه، فارس من زمن الفروسية فى بلاط صاحبة الجلالة، «فرسان المعبد» يترجلون أمام أعيننا، أدوا المهمة، وحفظوا الأمانة، وسلموها كاملة غير منقوصة، ما فرطوا فى شىء.
بيننا أجيال لم تتعلم على أيدى الأستاذ مكرم محمد أحمد، ويقينًا سمعوا عنه، ما تيسر من سيرة الأجداد، ولكنها أجيال واعية، يقينًا يستبطنون كفاح ونضال وجهاد جيل الرواد، جيل جُبل على المعاناة وتجرع مرارات الهزيمة، وذاق حلاوة النصر.
الأستاذ تجسيد حى لجيل ندهته نداهة الصحافة فلبى النداء مأخوذًا، فسحبته من يده إلى أعماقها، سحرته فصار مسحورًا مضروبًا بالمهنة، لم يربح مالًا ولا جاهًا ولم يسعَ لسلطان، ولكنه ربح الاحترام، فصار المحترم قولًا وفعلًا، كبير الأستاذ، قيمة وقامة.
الأستاذ مكرم لم يقصر فى الإخلاص لمهنة سلبته عمره، كان ولايزال عنوانًا شريفًا وملهمًا لمهنة البحث عن المتاعب كما ورد وصفها فى سجلات الأولين