توقيت القاهرة المحلي 10:17:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رائحة الموت

  مصر اليوم -

رائحة الموت

بقلم : حمدي رزق

بتُّ أخشى ولُوج «الفيسبوك»، كلما فتحته تصدمنى متوالية التعازى الحارة، كل ينوح، وكل يشاطر العزاء، باتت الصفحة حزينة، متشحة بالسواد.

تتلاحق أنفاسى، ويدق قلبى سريعًا خشية يكون بينهم حبيب رحل، يقطع بى فى هذه الأيام الموحشة، الفيس صار صفحة وفيات سوداء.

كل يعزى، وكل يشيّر، وكل يتذكر.. اذكروا محاسن موتاكم..

وفيات الفيس تجلّل الأجواء الحياتية بالسواد، أجواء اكتئابية مقلقة، رائحة الموت تعبّق الفضاء الإلكترونى، ومن الفيس لتويتر يا قلبى..

أرقام وفيات الفيروس تحولت إلى أسماء وصور، حاجة تقطع القلب، لفتنى هذا الذى يحدث على مدار الساعة، ويلوّن حياتى صباح مساء باللون الأسود، صار الموت محيطًا بالعباد، سبحانه وتعالى يسبب الأسباب.. وكل نفس ذائقة الموت، وكل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

صفحة الفيسبوك احتلت مكان «وفيات الأهرام» فى الإخبار عن الوفيات، وصارت حائط مبكى الخلّان، وتبوأت مكانها باعتبارها صحيفة الوفيات المعتمدة مصريًا.

صفحات الفيس لم تعد تمرر وفاة فى بر مصر دون إعلان، شئت أم أبيت فيسبوكيًا، وبين طرفة عين وانتباهتها يتغير مود صفحتك من حال إلى حال، وسيل عرم من التعازى، لا يكلف صاحبها سوى حروف تكتب بمداد أسود، والجمل ناعية، واللوحات مطرزة بالآيات تحيط صور الراحلين، وأنتم السابقون.

مع هجمة الجائحة فى موجتها الثانية والأعنف، بات صعبًا على الكثيرين (وأنا منهم) دخول الفيس، خشية خبر وفاة يهزنى من الأعماق، وكلما هممت بالتصفح ومتابعة الأحوال، صدمتنى أخبار الوفيات، وكأنك داخل على بيت فيه عزاء مقيم تتحسّب، وتتعوذ، وتترحم قبل الدخول.

أعرف أناسًا يفتحون الأهرام على صفحة الوفيات التى كانت تتمدد أحيانا إلى صفحات مجللة بالسواد، مع قهوة سادة، ويهزون رؤوسهم، ويتمتمون إيييه، حال الدنيا، كلنا لها، البقاء لله.

ولكن صفحات الفيس اللانهائية باتت مرهقة للأعصاب الرقيقة، والنفوس المستبشرة.

صحيح الموت علينا حق، ولكن الوفيات سوّدت الفيس، صار الفيس ناعيًا باكيًا معزيًا، على مدار الساعة وفيات وفيات، ليس فيه خبر ميلاد، ونادرًا أن تصادف خبر زواج مبارك، كل هذا السواد فى زمن الجائحة، وكما يقول رب العزة: «لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رائحة الموت رائحة الموت



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon