توقيت القاهرة المحلي 09:08:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل صلاة المرأة بدون شراب باطلة؟

  مصر اليوم -

هل صلاة المرأة بدون شراب باطلة

بقلم - حمدي رزق

لن أجيبك، يجيبك أمين الفتوى، لفتنى السؤال، ومثله كثير، وفى نفس يوم السؤال الذى اهتم به محرك البحث العالمى «جوجل» وتصدر مشاهداته، صدرت فتوى بكراهة ارتداء الشورتات القصيرة التى تبين أفخاذ الشباب.

مثيرة الشورتات، هوت شورت رجالى، تذكرك بفتوى «البنتكور» الشهيرة، والبنتكور هو ذلك البنطلون أو السروال القصير إلى حدِِ ما، ومنه أيضًا الأنواع الطويلة إلى آخر الساق، وهو من التصميمات العصرية المُبتكرة.

وحصدت فتوى« البنتكور» مشاهدات إلكترونية كثيفة، الفتاوى المصرية تروج عالميا، باريس عاصمة الموضة، يشار إلى القاهرة، بـ «عاصمة الفتوى» بامتياز، يمكنها تصدير الفتوى لاحقا، الفتوى باتت مطلوبة أكثر من الفراولة.

دار الإفتاء وحدها أصدرت (1.607.246) فتوى فى عام مضى، ما بين فتاوى شفوية وهاتفية ومكتوبة وإلكترونية وردت لمقرها الرئيسى أو الفروع المنتشرة، وعبر تطبيق الدار والبث المباشر وصفحات التواصل الاجتماعى.. ناهيك عن أن مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، خلال عام 2023م، قام بالرد على نحو (1.766.046) مليونٍ وسبعِمائة وستةٍ وستين ألفا وستٍّ وأربعين فتوى هاتفية ونصية وميدانية وبحثية وإعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعى.

تشكيلة فتاوى معتبرة، تتعلق بكل ما يهم الناس فى حياتهم اليومية، وفى كل فروع الفقه من عبادات، ومعاملات، وأحوال شخصية، وقضايا الفكر.

مجتمع عنده فكر، يعانى قلقا ضميريا، من أعراضه عدم اليقين المرضى، هسس يسمونه وسواس، يعالجونه بالسؤال والإلحاح المرضى.

مستوجب دراسة مجتمعية نفسية، أهم من تلقى أقراص الفتاوى التى تعالج عرضًا مؤقتا لا تعالج مرضا مقلقا.. التشخيص الدقيق للظاهرة، وهذا ليس من أدوار الأزهر ولا دار الإفتاء، ولكنها من أدوار مؤسسات بحثية اجتماعية غائبة عن المشهد.

هل هناك تفسير اجتماعى منطقى وواقعى لزيادة الطلب على الفتوى، هل هى نوبة تديُّن طارئة، وكأن المصريين يتعرفون مجددًا على الحلال والحرام، وما هو جديد الفتوى الذى تكالبوا عليه خلال العام الماضى، تقريبا نفس الأسئلة بنفس الإجابات!.

ما الذى يقلق المصريين دينيًّا إلى هذا الحد لطلب 9 آلاف فتوى يوميا، من الأزهر والإفتاء، ناهيك عن الفروع فى المساجد والبرامج والمنتديات، ما يضاعف الرقم فعليا، وما الترجمة المجتمعية لزيادة معدلات طلب الفتوى؟.

معلوم الفتاوى تصدر لأصحابها، وبعضها ينشر على العامة، فإذا صدرت ثلاثة ملايين فتوى، فهناك عشرات ملايين يستقبلونها على هواتفهم النقالة، تصدر الفتاوى لتشيع كالوصفات الطبية، التى يبخُّها نفر من الأطباء المدروشين على وسائل التواصل الاجتماعى، وخطرها داهم.

نزوع المصريين إلى طلب الفتوى بشراهة مفرطة يشى بأن كثيرين باتوا مقلقلين حلالًا وحرامًا، صار السؤال حلالًا أم حرامًا السؤال الرئيسى فى حياة الناس، فى أدق الخصوصيات، وفى قضايا أبعد ما تكون عن الحلال والحرام، ومسّت الفتوى قرارات وسياسات خلوًّا من الحلال والحرام، عيشتنا أصبحت بين حلال وحرام.

تديين الحياة على هذا النحو خطير جدًا، وتسييد المراجع الدينية سيخلّف آثاره فى مقتبل الأيام، بعض رجال الدين يحرثون الأرض لإقامة الدولة الدينية المزعومة، وبروز دور رجال الدين وتجسدهم هكذا فى حياتنا مؤشر خطير على توارى الدولة المدنية، نفقد يوميًّا أرضًا يرثها رجال الدين على هوى الطيبين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل صلاة المرأة بدون شراب باطلة هل صلاة المرأة بدون شراب باطلة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon