توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وثيقة البابا تواضروس

  مصر اليوم -

وثيقة البابا تواضروس

بقلم:حمدي رزق

 «تدعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حق المرأة فى حياة خالية من العنف، وترفض المسيحية تمامًا كل أشكال العنف ضد المرأة، سواء كان هذا العنف جسديًّا أو لفظيًّا أو معنويًّا، كما تناهض الكنيسة أى ممارسات ضارة تؤدى أو يمكن أن تؤدى إلى معاناة للمرأة أو تنتقص شيئًا من حقوقها وكرامتها كـ(ختان الإناث، والزواج المبكر، والزواج القسرى، والحرمان من التعليم، والحرمان أو التمييز فى الميراث، والتحرش الجنسى فى الشارع والعمل وأماكن الدراسة وغيرها، وهتك العِرض، والاغتصاب، والاستغلال الجنسى كزواج القاصرات والاتجار بالفتيات والنساء، والعنف المنزلى والأسرى)، ومن هنا لا يجوز لأى رجل أن يمارس العنف ضد المرأة بأى شكل من الأشكال».

الوثيقة التى أطلقها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى إبريل الماضى، تصلح أرضية يجتمع عليها القادة الدينيون مسلمون ومسيحيون لإطلاق وثيقة وطنية جامعة تحض على حق المرأة فى حياة خالية من العنف، وتنبذ كل أشكال العنف المجتمعى ضد المرأة، وتحرم الانتقاص من حقوقها المشروعة فى إطار المساواة التى نصّت عليها الأديان السماوية جميعًا.

وحَرِىٌّ بقداسة البابا أن ينفر إلى دعوة فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والقادة الدينيين جميعًا إلى لقاء يُذاع علنيًّا على الشعب، عنوانه «حق المرأة فى حياة خالية من العنف»، لقاء يؤسس لوثيقة وطنية معتبرة تحرم وتجرم إيذاء المرأة على نحو من الأشكال المحزنة التى تعانيها بقصد أو بجهل تحت ستار تفسيرات دينية مغلوطة، وموروثات مجتمعية أقرب إلى الأمراض السارية وغير السارية، وبعضها متوطن فى دواخل البعض ويحرف فطرته الإنسانية، والرحمة والمحبة عنوانها.

لماذا هذه الوثيقة؟ لأسباب، منها انتشار مفاهيم وموروثات وعادات خاطئة، خاصة فى المجتمعات البسيطة والمُهمَّشة، والتى تشكل الأسباب الرئيسية وراء ممارسة العنف، ولم تنجُ منها الطبقات المجتمعية المتراكبة، حتى النخب تتفنن فى الإيذاء، بنفوذ المال والسلطان، والنماذج لا تُعد ولا تُحصى.

وغير منكور (شئنا أو أبينا) أن بعض رجال وعلماء الدين يتمتعون بمصداقية وتأثير قوى فى المجتمع المصرى. يصدقون الشيخ والقسيس. وهذا جيد وحسن ويمكن البناء عليه، لو أحسن هؤلاء الأفاضل استغلال منابرهم الدينية فى الحض على حسن معاملة النساء، على طريقة «رفقًا بالقوارير».

يستوجب هذا تنمية قدرات رجال الدين وتثقيفهم للعمل على توعية المجتمع من أجل مناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة، وفق برامج مدروسة ومتكاملة ترفع منسوب الوعى المجتمعى، وتشمل الشق الدينى والقانونى والنفسى والاجتماعى والعديد من برامج التمكين الاقتصادى والاجتماعى للمرأة كإحدى الدعائم التى تُمكِّنها من التمتع بحقوقها المجتمعية وتوفير حياة كريمة لها ولأسرتها.

أعلم علم اليقين أن بعض النخب تفضل إبعاد رجال الدين عن مثل هذه القضايا فى إطار مدنية الدولة، بل تُحمل بعضهم أوزار ما تتعرض له المرأة من عنف مجتمعى، باعتبارهم سببًا من أسباب المشكلة، ولم ولن يكونوا جزءًا من الحل، ولكن مكانة رجال الدين وقادتهم فى المجتمعات البسيطة والهامشية وكذا فى عموم الطبقات العليا مجتمعيًّا غالبًا معلومة، حيث يصيخون السمع لعظات وخطب هؤلاء، وبعضهم يملك تأثيرًا غير منكور، ومستوجب تشهيل هذه المكانة لخدمة الغرض الأساسى، وهو حياة أسرية آدمية خالية من العنف والقهر، والاستعاذة تصح فى قهر النساء كما هى تصح فى قهر الرجال!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثيقة البابا تواضروس وثيقة البابا تواضروس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon