بقلم : حمدي رزق
قول جبران خليل جبران «أنا لا أجيد ثقافة الإِساءة، لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل وبشدة» لا ينسحب على إِساءة النائب رياض عبدالستار (نائب ملوى) للفنانين.. يستوجب لجمه بالقانون. أول القصيدة، ما إن لبس عباءة الحصانة ومسك الميكروفون الكبير، حتى طاح فى الفنانين، ماهم ملطشة اليومين دول، أيام سودة، كل يمسح أصابعه فى مريلة الفن.
الدكتور أحمد عمر هاشم فى خطبة الجمعة من الأزهر، تحدث عن الفواحش الفنية باعتبارها سبب الوباء، فزاد عليه النائب عبدالستار، «الفنانون يسعون فى الأرض فسادًا»، لسان حاله، إحنا لسه هنسمى عليهم يا مولانا، مفسدون فى الأرض، وما جزاء المفسدين، طالع سورة المائدة: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْىُ فِى الدُّنيَا وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ». (المائدة: ٣٣).
النائب عبدالستار سادر فى الإساءة، آه مفسدين، حد له شوق فى حاجة، وسبب البلاء والابتلاء وانحراف الأبناء، ويترحم على زمن الفن الجميل، بالمناسبة كان فيه وخلص، آخر فيلم سيادتك شفته كان اسمه إيه.. سؤال برىء!
«الفنانون يسعون فى الأرض فسادا»، اشرح هذه العبارة، يقول عبدالستار فى شرحه المستفيض فى (المصرى اليوم): «الفنانون مش ملائكة، ويكفى ما نراه من فساد وانهيار أخلاقى بسبب الفنانين، وما يقدمونه فى أفلامهم ومسلسلاتهم، تعظيم سلام للفن المحترم، مش الفن اللى بيظهر المجتمع إنه بتاع حشيش ودعارة».
يسلم فمك يا أستاذ عبدالستار، حشيش ودعارة، وفساد وانهيار أخلاقى، حزمة اتهامات تودى الجنايات، وفى الآخرة تودى النار، عبدالستار فتح النار، طيب بلاها تعظيم سلام الأخيرة، ملهاش لازمة، صحيح الفنانين (مش ملائكة) ولكنهم مش بتوع حشيش ودعارة، عندك أفلام السينما الصامتة اتفرج عليها، كلها ملايكة بجناحات.
ليس مطلوبا منه الاعتذار، ومش مقبول، علما عبدالستار ميعتذرش أبدا، «أنا قلت كلمة.. وكلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبداً»، وطيبة الدكتور «أشرف ذكى» نقيب الممثلين، وهكلم المستشار رئيس البرلمان، لن توفر حماية للفن الذى بات منتسبوه فى الشارع فواحش وبتوع حشيش ودعارة، ويسعون فى الأرض فسادا.
ولى أن أتساءل عن موقف الدكتورة «درية شرف الدين»، رئيسة لجنة الثقافة والآثار والإعلام فى مجلس النواب، من مقولة: «الفنانون يسعون فى الأرض فسادًا» هل هذا مهضوم؟
بصراحة كده كتير على الفن، وإذا لم يستفيق الفنانون إلى مواجهة هذا التيار التكفيرى لا يلومن إلا أنفسهم، الهجمة شرسة ولم تعد مقصورة على السلفيين والإخوان والتابعين، هذا تيار ظلامى يتمدد ويتوغل ويفسق ويكفر.. يوشك أن يطفئ نور الفن ونحن عنه غافلون.