توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمدة اعتذر.. متى تعتذرون؟

  مصر اليوم -

العمدة اعتذر متى تعتذرون

بقلم : حمدي رزق

شجاعة الاعتذار لا يتقنها إلَّا الكِبار، ولا يحافظ عليها إلا الأخيار، ولا يغذِّيها وينمِّيها إلَّا الأبرار. (منقول).

أغبطنى اعتذار المهندس «ماهر شتيه»، عمدة قرية الياسمين «نجريج»، للاعبنا الدولى محمد صلاح، ولأهل قريته، وأسرته، ولنفسه، وذلك بسبب تصريح منسوب للعمدة، واعتبره مسيئا للنجم المصرى (الله يشفيه)..

معلوم الاعتذار من شيم الكبار، وكما يقول الفيلسوف «جورج برنارد شو»: «إذا كان الاعتذار ثقيلاً على نفسك، فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين أيضا».

بلسموا الجراح، الاعتذار خلق كريم، والمهاتما غاندى فيلسوف الهند العظيم يقول: «إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهى الإساءة»!.

هذا هو السؤال: متى تنتهى الإساءة؟. متى تنعدم الإساءة؟. متى نكف عن الإساءة؟.

منسوب الإساءة فى المجتمع كمياه الصرف.. ارتفع، أصبح وبائيا، الإساءة بالمجان، وعلى أهون سبب، للأسف أوغلنا فى الإساءة، الإساءات لحقت بالجميع، وتورط فيها خلق كثير، وباتت الإساءة على الشفاه شفاهة، وعلى «الكيبوورد» كتابة، الناس تستسهل الإساءة، وكلما أمعنت فى الإساءة حصدت إعجابات ولايكات وشير.

البعض لا يبيت إلا مسيئا، ولا يوخزه ضميره مساء أو صباح، ليس كلنا مثل أبوالفلسفة الحديثة، «رينيه ديكارت» الذى تقبل الإساءة بروح عالية، وطفق يوصى نفسه ويوصينا: «كلما أساء لى أحد أحاول أن أرفع روحى عاليا بحيث لا تستطيع الإساءة الوصول إليها».

دعك من المظهر الخارجى، تظنه فولاذيا، بعضنا يعانى هشاشة، وآخرون قابلون للكسر، تجرحهم الإساءة، والبعض جراحه لا تبرأ سريعا، تعتمل الإساءة فى نفسه، فتلبث جامدة كجلطة ذهابا إلى شرايين القلب، قد تكلفه حياته، ويروى أن شاعرنا الكبير «صلاح عبدالصبور» راح ضحية إساءة ذبحت قلبه فى سهرة مع الخلان..

الحكيم يغفر إساءة الجاهل، وهناك من لا يغفر الإساءة، ويتوفر عليها، ويستبطن ثارا، وهناك من ينفر ليرد الصفعة بأعنف منها، تسمع فرقعات الأقلام تلطم الوجوه..

يوصيكم الحكيم كلود جولى «انس الإساءة واذكر الإحسان»، ومن قول السلف «اتَّقِ شَرَّ مَنْ أحْسَنتَ إليه.. بِدَوامِ الإحسانِ إليه»، وهكذا يُفهَمُ المقصودُ منها بأنَّ من أحسَن إلى مُحتاجٍ وَجَبَ عليه أن يستَمِرَّ ويداوِمَ على إحسانِه إليه.. ليتَّقِى شرَّهُ وأذاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمدة اعتذر متى تعتذرون العمدة اعتذر متى تعتذرون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon