توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبغض الحلال

  مصر اليوم -

أبغض الحلال

بقلم:حمدي رزق

هل نشرات الجهاز المركزى للتعبئة العامـة والإحصاء تؤخذ على محمل الجد، وتُمحص وتُحقق وتُدرس جيدًا فى معامل مراكز الأبحاث والدراسات؟.
هل البيانات والأرقام الموثقة التى تحويها النشرات الشهرية والسنوية للجهاز توضع تحت المنظار تفحصا لمحتواها ومغزاها ومؤشراتها الرقمية؟.

هل تخضع لدراسات معمقة لإحداث التغيير المطلوب، الذى تؤشر عليه الأرقام سلبا، أو استدامة التغيير الذى تنور عليه إيجابًا؟.

لفتتنى النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام ٢٠٢١، بلغ عدد عقود الزواج (٨٨٠٠٤١) عقدًا مقابل (٨٧٦٠١٥) عقدًا عام ٢٠٢٠ بنسبة زيادة قدرها (نصف فى المائة)، بينما بلغ عدد حالات الطلاق (٢٥٤٧٧٧) حالة عام ٢٠٢١ مقابل (٢٢٢٠٣٦) حالة عام ٢٠٢٠ بنسبة زيادة (١٤.٧٪)..

الأرقام صريحة، لا تكذب ولا تُجمّل واقعا معاشا، تقول بزيادة طفيفة فى عقود الزواج نصف فى المائة، وهذا مؤشر طيب من جهة انفتاح المجتمع أكثر على الزواج، ما يحمل بشريات سارة مجتمعيا، وهل من مزيد فى ترغيب الشباب فى بدء حياة زوجية سعيدة إن شاء الله.. وبِالرفَاءِ والبنين.

لكن الأرقام تبدو مقلقة بشدة من جهة الزيادة فى حالات الطلاق، زيادة جد مزعجة ( ١٤.٧٪)، وتواليها بنسب قريبة فى أعوام سبقت تؤشر إلى خلل مجتمعى فى منظومة الزواج، تحديدا فى سنواته الخمس الأولى، ما يستوجب تداركه بحثا بدراسات علمية متعمقة فى الأسباب لترشيد الظاهرة التى تشكل أبغض الظواهر المجتمعية على الإطلاق.. الطلاق أبغض الحلال.

بيان الحالة المجتمعية يؤشر عليه مثل هذه النشرات الرقمية فائقة الأهمية، تدق جرس إنذار عاليا، وتشى بخلل فى منظومة الزواج فى المحروسة.

ماهية الأسباب يصعب التخمين وافتكاك الإجابات هكذا عنوة دون درس معمق لمجمل الحالات وسبر أغوارها، ورصد الشائع والنادر من الأسباب، وصولا لتكوين صورة مقطعية ترسم خريطة دقيقة لمنظومة الزواج والطلاق، لتشخيص المرض الكامن فى العصب المجتمعى.. ووصف العلاجات.

نسب الطلاق المرصودة من قبل خبراء الجهاز (الإحصائيين) هى نسب الطلاق المسجلة فى دفاتر المأذونين ومحاكم الأسرة، تخلو من حالات «الطلاق الشفوى»، وهذه تسجل معدلات ربما تفوق المعدلات المعلنة فى النشرة السنوية، ما يصل إلى المأذون نذر يسير من الحالات فى حالة استحالة العشرة.

ومستوجب نفرة من المؤسسات المعنية، حكومية ومدنية، اجتماعية ودينية، ويحضرنى فى هذا السياق إيجابيا لجنة التثقيف الزوجى للمقبلين على الزواج فى دار الإفتاء، ومثلها فى الكنيسة.. ضرورى تثقيف الشباب المقبلين على الزواج بالحياة الزوجية، لتأهيلهم نفسيا لحمل أعباء الحياة الجديدة ومتاعبها، وتقبل شريك العمر، سيما فى السنوات الخمس الأولى على الزواج، وهى السنوات التى تحفل بمعظم الطلاقات.

خلاصته، مستوجب التوفر على نشرات الجهاز المركزى للتعبئة العامـة والإحصاء، تحمل مؤشرات مهمة إذا أُحسن استثمارها من قبل مراكز الدراسات والأبحاث، توفر حلولا لمشاكل تبدو مقلقة.

وفى الأخير، لست مأذونا ولا خبيرا فى الشؤون الزوجية، ومصر ملأى بالخبرات التى إذا ما توفرت على ظاهرة الطلاق تمحيصًا، ولمست الأسباب تدقيقًا، لوصفت العلاجات الناجعة التى تخفض منسوب الطلاق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبغض الحلال أبغض الحلال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon