توقيت القاهرة المحلي 02:34:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والسودان «حتة واحدة»

  مصر اليوم -

مصر والسودان «حتة واحدة»

بقلم: حمدي رزق

فاتنى التوقيع على بيان مهم أصدرته نخبة من المحترمين المصريين، ينبذ خطاب الكراهية والعنصرية الذى تشيره (منصات مشبوهة) هدفها الإيقاع بين المصريين والسودانيين بدعاوى عنصرية جاهلة بالتاريخ المشترك، والأخوة الضاربة فى أرض وادى النيل.

كما ورد فى البيان التأكيد على أن السودانيين أشقاؤنا وجزءٌ لا يتجزأ من رصيدنا الإنسانى الكبير، ومشاركة خالصة من جانبى، وقد خبرت طيبة الشعب السودانى ومحبته لكل ما هو مصرى، أنشر البيان تعبيرًا عن موقف مبدئى يقول مصر والسودان «حتة واحدة»، ما يترجم إلى مصر والسودان وطن واحد. وإلى نص البيان:

«نعبر نحن الموقعين أدناه من قيادات وأعضاء الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية، وكوادر الجمعيات والمؤسسات الحقوقية، فضلًا عن المثقفين والفنانين والمبدعين المهتمين من كل بقاع وأطياف وطبقات الشعب المصرى، عن ترحيبنا بالأشقاء السودانيين فى بلدهم وجارتهم الشقيقة مصر، كما نعبر عن إدانتنا الحاسمة لكل خطابات الكراهية وأشكال العنصرية، التى تُمارس ضدهم.

لقد لاحظنا، خصوصًا فى الفترة الأخيرة، تصاعد موجة عنصرية، يطيب لنا ربما فى هذه اللحظة بالتحديد أن نصفها بـ(المشبوهة)، كما هى فى الواقع والحقيقة، ضد أشقائنا السودانيين، الذين يعيشون ظروفًا بالغة الصعوبة نتيجة لحرب الجنرالات العبثية الدائرة فى مدنهم وقراهم، والتى وضعت الملايين من أبناء هذا الشعب الكريم، الذى لا ناقة له ولا جمل فى هذا الصراع المشبوه على السلطة، فى وضع شديد السوء.

ومن هنا فإننا بحكم الجيرة والتاريخ المشترك والهموم الواحدة والآمال العراض والطموحات المستقبلية، نجدد التأكيد على أن السودانيين أشقاؤنا وجزءٌ لا يتجزأ من رصيدنا الإنسانى الكبير، تمامًا كما نثق فى أنهم يعتبروننا كذلك، ونعتبر الأزمة الجارية همًا مشتركًا عابرًا ينبغى على العقلاء فى البلدين والشعبين الشقيقين أن يعبدوا الطريق لتجاوزه وتلافيه.

صحيح أننا ندرك طبيعة الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعيشها كمصريين، والتى قد تشكل ضغوطًا، خصوصًا على البسطاء منا، لكن الصحيح أيضًا أنه يتوجب علينا، برغم كل المحن، ألا ننسى، كشعب ومواطنين، أن نفس هذه الأزمات، قد دفعت بعض أبنائنا وقد تدفع، مستقبلًا، المزيد منهم إلى الهجرة، بحثًا عما يقيم الأود فى الوطن والمستقبل المفقود بين الأهل والمنشود فى الخارج، ونرفض، فى هذا الإطار، أى سلوك عنصرى يُمارس عليهم ويُوجه ضدهم، فالمؤكد أن الهجرة، سواء أكانت من بلادنا أو إليها، ليست خيارًا مخمليًا لأحد، كما أن اللجوء ليس طريقًا معبدًا بالإرادة الحرة للجموع، بقدر ما أنهما قدرٌ تعسٌ يُفرض فرضًا على البشر والشعوب.

ونؤكد فى هذا الإطار أن الموجة العنصرية المشبوهة هى مِن صُنع أطراف جاهلة تتناسى، عن عمد، حقيقة أن اللجوء هو التزام قانونى أممى وإنسانى، تقره المواثيق والعهود الدولية التى وقَّعت عليها مصر، كما تتناسى أن تأجيج دعوات الترحيل (شديدة العنصرية) لأهلنا وضيوفنا السودانيين أو غيرهم هو إساءة لمكانة مصر الدولية وسمعة المصريين الإنسانية، وإضرار بمصالح الدولة، التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواقع ومصير الأشقاء فى الجنوب، وعلى رأسهم الإخوة السودانيون.

ونشدد هنا على دعمنا المطلق لكل الأشقاء السودانيين، فى كل بيت وشارع وحارة، إلى أن تنتهى محنتهم، ويعودوا، قريبا كما نأمل، إلى بلدهم الحبيب، ليعمروا قراهم وينيروا شوارع وأحياء مدنهم من جديد، كما نشدد على إدانتنا الكاملة لكل الدعوات الجاهلة والعنصرية، التى تنبثق عن قوى مشبوهة، لا تعبر عن أخلاقيات شعبنا، تلك التى مثلت للإنسانية، دومًا وأبدًا، فجر الضمير».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسودان «حتة واحدة» مصر والسودان «حتة واحدة»



GMT 10:04 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الجزيرة وأماليا

GMT 10:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

أميركا بين نظرتين

GMT 10:00 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

العبودي... والعميل السرّي (حمَد)!

GMT 09:57 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

ما قبل الصناديق

GMT 09:55 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الظهور المبللة

GMT 08:55 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

قل غير متزوجة ولا تقل «عانس»

GMT 08:51 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

لولا فُسحةُ الأمل

GMT 08:49 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

العقل والمصلحة فى تعميق مساحات الاتفاق

النجمات العرب يتألقن أثناء مشاركتهن في فعاليات مهرجان فينيسيا

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - أشهر الجزر السياحية في فينيسيا لقضاء عطلة ممتعة
  مصر اليوم - إستخدام اللون الفيروزي في ديكور المنزل المودرن

GMT 10:54 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

فوائد القمح " النخالة" للأطفال في الوقاية من الربو

GMT 06:48 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف خطورة السجائر الإلكترونية

GMT 11:53 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عطر CH Men Privé"" الرجالي حكاية عن الجاذبية التي لا تٌقاوم

GMT 09:36 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سيارة "بورش 911 كاريرا كوبية" تحت المجهر

GMT 04:46 2021 الأحد ,20 حزيران / يونيو

أفضل 5 مدربين في الدوري الإنجليزي هذا الموسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon