بقلم : حمدي رزق
توقيع بارد، هكذا يمكن توصيف توقيع وزير الخارجية المصرى «سامح شكرى» على إعلان (العلا)، توقيع برسم الحضور، وخلاصته مصر لا تقف فى وجه المصالحة الخليجية إذا سعى إليها أهلها.
مصر دومًا فى ظهر المصالحات العربية، لم تكن مصر يومًا داعية لشقاق، ولا عاملة عليه، ساعية دومًا لرأب الصدوع والتشققات العربية، تجتهد فى لم الشمل العربى، فيه قوة مضافة للمنعة العربية فى وجه التدخلات الأجنبية التى تتلمظ بالمنطقة. توقيع حكيم من قيادة دولة كبيرة لا تلتفت للصغائر.
يقينًا، لا تراجع فيه قيد أنملة عن الخطوط المصرية الحمراء التى رسمتها القيادة المصرية للأمن القومى المصرى، وعنوان الحضور المصرى، لا ضرر ولا ضرار.. وبيان (العلا) وقف على هذه الخطوط الحمراء وسجلها بحروفها واضحة حتى تكون مجسدة لكل ذى عينين مبصرتين.
مصر دومًا حاضرة عربيًا، ولا تلتئم مثل هذه المصالحة دون الحضور المصرى، قدرها وراضية تمامًا، الكبير يتحمل، ويتجمل، ويرسم ابتسامة باهتة، لعل وعسى يصدق الفعل القول، وتتجسد حروف إعلان (العلا) على الأرض.
الأهم من فتح الحدود فتح القلوب والعقول، مصر لم تبتدر (قطر) العداء يومًا، وصبرت على الأذى، ولاتزال صابرة من موقف قوة وكبرياء، ومن أرضية أن ما بين الشعوب باقٍ، أقوى من عوارض السياسة، وحفاظًا على اللُّحمة العربية كان الحضور، والتوقيع على المخرجات التى لم تستسغها ولم تهضمها جمهرة المصريين، تحتاج إلى مهضمات أقصد إيضاحات لاحقة.
ثقة فى الرئيس السيسى وحكمته وواقعيته السياسية نصمت إلى حين، ونصدر تعبيرًا مستهلكًا، أفلح إن صدق، وسيختبر إعلان (العلا) مرارًا فى قادم الأيام، وستقف مصر الكبيرة على ثوابتها، وتنظر مآلات المصالحة، فإن أثمرت طيبًا فَبِها ونِعْمَتْ.
المقاطعة ليست هدفًا مصريًا، ولكنها كانت مثل «آخر الداء الكى»، والمثل يُضرب فى أعمال المخاشنة مع الآخر إذا لم يُجدِ معه اللين والمداراة، والمعنى المتبادر للذهن أن المثل يُضرب عند انتهاء الدواء إلى أقصاه، ومعناه أن المريض كان يعالج بكل دواء فلا يوافقه، فإذا عُولج بالكى لم يبق بعده دواء.
سيقول السفهاء على قنواتهم التركية: وأين ذهبت «لا تصالح»؟ سنقول حاضرة وطنيًا، بَعدَما تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ، الدم المصرى غالٍ، الدم ميبقاش ميه، يَوْمِ الحساب آتٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ!.