بقلم:حمدي رزق
مصادفةٌ سعيدة وفألٌ حسن أن تتفاعل دعوة الحوار الوطنى فى يونيو، تحديدا يونيو، وفى ذكرى مرور ٩ سنوات على ثورة يونيو المجيدة.. صف يونيو العتيد مدعو للاحتشاد الوطنى مجددا لتجديد العهد ورص الصف فى مواجهة تحديات جسام.
صف ٣٠ يونيو الذى أثبت جدارته فى إزاحة الاحتلال الإخوانى الغاصب مدعو للاحتشاد الوطنى لرسم ملامح الجمهورية الجديدة، جمهورية العيش الكريم، الحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.
لا تفوّتوها.. فرصة وسنحت للمشاركة فى حوار وطنى جامع على أرضية وطنية بدعوة رئاسية معتبرة.. على وقتها كما يقولون.
ليس لدينا رفاهية خسارة فرصة «الحوار الوطنى»، والمقدمات المشجعة من الفرقاء السياسيين تؤشر إلى نتائج متوقعة تخط لنا الطريق إلى مستقبل مشرق، التئام الصف الوطنى فى لحظة فارقة من عمر الوطن ضرورة وطنية قصوى.
الحوار هو «الفريضة الغائبة»، ويستوجب تداركها، والطريق معبّد بإرادة سياسية نافذة لتأدية الفروض الوطنية الحوارية، الحوار يجلى الأفكار المخلصة ويستصحبها لترفد خارطة الطريق بمدد إضافى لقطع الرحلة نحو مجتمع الكفاية والعدل.. اختصارا مجتمع الرفاه.
لا وقت للمماحكات السياسية، الوقت من ذهب، والظرف العالمى حاكم للظرف المحلى، والعالم من حولنا يجاهد لتفكيك الأزمة الاقتصادية عن رقاب الشعوب، ومستوجب نفرة وطنية مخلصة للحوار.
التولّى يوم الحوار من الرذائل الوطنية، شارك وقل كلمتك وحجتك وبرهانك، تُعبِّد بفكرتك طريقًا لهذا الوطن، مضى وقتٌ كنا فيه نتسمع الأفكار مشوشة، وكان القول الشائع: اسمعوا منا لا تسمعوا عنا.. الآن الآذان منصتة لأفكار خارج الصندوق، أفكار ملهمة من عقول منفتحة على التجارب العالمية، تسهم فى تعلية البناء، فلا تضيعوا الفرصة السانحة.
الحوار على المفرق الوطنى يحدد اتجاه المسير، لنسير معًا فى الطريق الذى نرسمه معا، ونعبّده معا، القافلة الوطنية لا بد أن تستكمل صفها، وتتزود من معين الفكر الضرورى زادًا للرحلة الشاقة.
شراسة الهجمة الإخوانية على مجريات الحوار الوطنى برهان ودليل على أنها خطوة صحيحة على الطريق الصحيح، الإخوان ومن هم على شاكلتهم من أهل الشر لا يريدون خيرًا لهذا الوطن، طول عمرهم منّاعون للخير.
لو أن هذا الحوار لا يرجى منه، كما يشيعون، ما احتشد الإخوان لتفشيله باكرا بالتحريض وفتن المتحاورين، هم يعلمون أن فى اجتماعكم قوة مضافة لمنعة هذا الوطن، لعبوا على شق الصف طويلا، وكادوا.. فلطمتهم دعوة الحوار، والاستجابات المقدرة.. وطرف منها يبشر به منسق الحوار الصديق «ضياء رشوان»، فصاروا (الإخوان والتابعون) يصرخون فى منافيهم البعيدة مثل كلب صدمته شاحنة مسرعة عليها علم مصر.
ليس لدينا رفاهية فشل الحوار، والمطالب المنطقية مقبولة، والتوافق على الحد الأدنى ضرورة، وفى الحوار يقال ما يقال طالما استمسك المتحاورون بالعروة الوثقى «مصلحة الوطن»، التى هى فى الأخير مصلحة المواطن.