توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طلاق الواتساب!

  مصر اليوم -

طلاق الواتساب

بقلم : حمدي رزق

لعلهم يفقهون، الدرس جاء هذه المرة من العربية السعودية، مع إعلان وزير العدل وليد الصمعانى، عدم تمكن الراغبين فى الانفصال بتنفيذ رغباتهم إلا بحضور زوجاتهم أمام المحاكم؛ بإلزامية مثولها كتفًا بكتف مع المطلِّق.

كانت أمامنا فرصة ذهبية لتوثيق «الطلاق الشفهى»، لكن تحفظ المشيخة الأزهرية حال دون إحقاق حق المرأة المصرية فى توثيق طلاقها، ومنعًا لاستباحة أبغض الحلال، هكذا دون إرادة المرأة، تعسفًا من طائفة من المتعسفين الجائرين على حقوق الزوجية.

وينسحب وصف «التعسف» بمعناه اللفظى على هؤلاء، حين يستعملون الحق على نحو غير مشروع للإضرار بالغير، فاحتشدت البيوت بالمطلقات، لأسباب ومسوغات لا ترتقى إلى هدم البنيان على رؤوس ساكنيه.

وزير العدل السعودى الصمعانى يلفت النظر إلى دخول التقنيات الذكية التى تغنى عن الكلام فى رمى يمين الطلاق، وسجلت دوائر القضاء السعودية أكثر من حالة حدث فيها الانفصال عبر الرسائل النصية، والمفارقة أن ذات الوسيلة التى يتخذها البعض كـ«يمين طلاق» تصنف على أنها أيضًا من الأسباب التى تؤدى إلى النهايات الحزينة لشركاء الحياة (مثل هذه النهايات المأساوية يحدث فى مصر الآن).

يقول الوزير الصمعانى، إلى وقت قريب، لم يكن أمام الرجل لاتخاذ قراره «التاريخى» غير تعبئة نموذج صحيفة الدعوى إلكترونيًا وتحديد موعد عن طريق قسم الإحالات والمواعيد فى المحكمة، ثم الحضور شخصيًا مع غياب الطرف الأصيل فى القضية «الزوجة»؛ الأمر الذى حسمه الوزير الصمعانى بإلزامية مثولها كتفًا بكتف مع المطلِّق. ووضع الراغب فى الطلاق فى مواجهة ميدانية مع المطلَّق، ليتخذ القاضى قراره بعد الاستماع إلى طرفى النزاع.

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون الإلزامى، إلى آلية قانونية توثيق الطلاق الشفهى الذى بات إلكترونيًا، وتحد من استباحة أبغض الحلال، وتصعب الانفصال، وتوقف نزيف الزيجات.

الأرقام الموثقة، الطلاقات الموثقة فى إحصائيات الجهاز المركزى للإحصاء، نسبة الطلاق بين السكان ١٨ سنة فأكثر وفقا لتعداد ٢٠١٧ تبلغ نحو ١.٢٥٪ وهى النسبة الأعلى على الإطلاق منذ أكثر من نصف قرن «فترة الدراسة»، وأن ٨٢٪ من إشهادات الطلاق كانت بينونة صغرى «وهى التى خالعها زوجها، ويجوز للزوج أن يتزوجها فى العدة وبعدها»، كما أن أغلب أحكام الطلاق عام ٢٠١٨ تمت بالخلع «حوالى ٨٤ ٪».

هذا هو المعلن ولا يقارن بما خلف الأبواب المغلقة على ما فيها، الطلاق الإلكترونى ظاهرة تستفحل، وتجسد مأساة الطلاق الشفهى، وهو «أم المشاكل» التى تعانيها الزوجة المصرية، تنسى زوجة وتصبح طالقا بالثلاثة برسالة نصية على «واتساب»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاق الواتساب طلاق الواتساب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon