بقلم : حمدي رزق
كفانا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، شر الفتنة ببيان بقامة الأزهر الشريف، وعبر صفحة الإمام الرسمية على «فيسبوك»، رد على تحرش مجلة النقد السياسى الفرنسية الساخرة «شارلى إيبدو» برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، بقوله: «نبينا صلى الله عليه وسلم أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ لجنابه الأعظم ليست حريةَ رأى، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير ذلك بدعوى حماية حرية التعبير هو فهمٌ قاصرٌ للفرق بين الحق الإنسانى في الحرية والجريمة في حق الإنسانية باسم حماية الحريات.
بوركت يا مولانا الطيب، بلغت «شارلى إيبدو» مبلغا شاذا في حك أنوف المسلمين، وأن تعيد نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم تفلتًا بحجة حرية التعبير، للأسف، دعوة قبيحة تفج كراهية. الإمام يلجم فتنة وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، ليس مطلوبا منا أن نبلع ألسنتنا بحجة حرية التعبير التي يحدثنا بها الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، الذي علق على نشر الرسوم الكريهة بأن «بلاده تتمتع بحرية التعبير وحرية العقيدة، لكنه يتعين على المواطنين الفرنسيين إظهار الكياسة واحترام بعضهم وتجنب الانسياق وراء حوار الكراهية».
شارلى إيبدو لا تتمتع بالكياسة ولا الاحترام الواجبين، تحك الأنوف كراهة تزامنا مع محاكمة الإرهابيين الذين كلفوا الصحيفة ثمنا فادحا في جريمة هزت العالم، وحصدت شارلى إيبدو تعاطفنا تماما، لحدود تبنى مثقفينا المحترمين شعار «أنا شارلى» دعما للمجلة في مواجهة الإرهاب الأسود.
للأسف تقابل «شارلى» فزعتنا وقلوبنا النازفة على ضحاياها من الكتاب والرسامين بجحود، تصفعنا على وجوهنا نحن المتعاطفين مع جرحها النازف، تهين مجددا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في إصرار غريب على استفزاز عجيب لمشاعر المسلمين، تثير كراهية لا محلها ولا وقتها ولا حاجة لنا ولهم بها، تستنفر النوازع الكريهة في النفوس الشريرة، تعطى الإرهاب حجة علينا.
حسنا نفر الإمام الأكبر من فوره لكبح موجة الكراهية المتوقعة بهذا البيان المعتبر المترجم للغة الإنجليزية، جريمة قتل فنانى شارلى مستنكرة إسلاميا ولا يقرها دين، تحديدا ديننا الحنيف، وإساءة شارلى لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام جريمة لا تسوغها حرية تعبير، والرسول أعز وأكرم من أن يهان، ولن نمالئ شارلى في سياق حرية التعبير على حساب الرسول الكريم، ولن ننافق شارلى لنحسب لديهم متحضرين.
محاكمة الإرهاب الذي ضرب «شارلى» لا تبرر إهانة من هو على خلق عظيم، إذا كان شرط الليبرالية أن نصمت على إهانة الرسول، إذا كان شرط التنويرية أن نصمت على رسوم مسيئة، إذا كان شرط التحضر أن نخرس ونقف في الصف مطأطئى الرؤوس، إذا كان شرط حرية التعبير أن تنشر شارلى إهانة الرسول ونخرس، فلا نامت أعين الجبناء، هذه شروط إذعان مجحفة، فليلق الإرهابيون جزاءهم، فليذهبوا إلى الجحيم، ليسوا منا ولسنا منهم، الرسول صلى الله عليه وسلم برىء منهم ومن أفعالهم، ولكن نحن أمة الرسول نغضب إن مس لحيته الشريفة مس من سوء، الاحترام للأنبياء والرسل واجب مستوجب على المتحضرين.