توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يجوز فيها الصلح!!

  مصر اليوم -

لا يجوز فيها الصلح

بقلم:حمدي رزق

 مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعى أقلق راحة الطيبين، فيديو مؤلم يصور واقعة تعدى اثنين ضربًا بعصا على جسد طفلة مُكبَّلة من يديها وقدميها!!.
النيابة العامة رصدت المقطع، وبفحص الواقعة توصلت الشرطة إلى تحديد مرتكبيها، فتولّت النيابة التحقيق، وسألت الطفلة، المجنى عليها، التى تبلغ (١٧) عامًا من العمر، عما حدث لها من تكتيف وتكميم وضرب وإهانة.

شهدت الطفلة بأن الواقعة قد حدثت بالفعل منذ حوالى العام ونصف العام، إذ هربت من مسكن ذويها، فأثار ذلك حفيظتهم، فحرضت والدتها وخالها زوج شقيقتها وشقيقها على تكبيلها والتعدى عليها ضربًا، والغريب أن شقيقتها هى مَن صورت ووثّقت الواقعة بهاتفها المحمول، لكن تسرب المقطع المصور إلى غابة «فيسبوك» الموحشة.

مستوجب التوقف أمام هذه الحادثة المستنكرة، كيف سوّلت لهم أنفسهم (الأسرة) هذا الصنيع، الذى يجافى قواعد التربية والتنشئة خلوًا من العطف والرحمة، جالهم قلب، قسَت قلوبهم للقيام بمثل هذا السلوك العدوانى؟!.

مثل هذا السلوك العدوانى لم تألفه الأدبيات الأسرية قبلًا. البيوت تصطخب صياحًا يتسمّع به الجيران فى آخر الشارع: شخط، نطر، ضرب، عنف، إيذاء بدنى يصل إلى حدود القتل أحيانًا تحت زعم «الشرف»، فى ترجمة إجرامية لبيت شعر المتنبى «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.. حتى يُراق على جوانبه الدمُ»!!.

لافت وجدير بالاحترام قرار النيابة العامة، فرغم تنازل المجنى عليها عن حقها خشية على أسرتها، أمرت النيابة بإيداع شقيق المجنى عليها، (طفلة الإسماعيلية)، إحدى دُور الرعاية لمدة أسبوع، وحبس خالها وزوج شقيقتها أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات لارتكابهما جرائم لا يجوز فيها الصلح.

قرار النائب العام المحترم، المستشار «حمادة الصاوى»، يتّسق تمامًا مع صحيح القانون، فما حدث لطفلة الإسماعيلية ليس شأنًا خاصًّا يخصها وحدها، بل يخص المجتمع بأسره، وحق المجتمع الذى تمثله النيابة خير تمثيل باعتبارها (محامى الشعب) لا يسقط بالتصالح ولا بالتقادم.

مستوجب تبيُّن المعنى الكامن فى العبارة، «جرائم لا يجوز فيها الصلح»، والتركيز عليها ليعرف كل مَن تسول له نفسه الاعتداء على النفس البريئة أنه لن يفلت بفعلته، وحديث الشرف لا يخوّل الاعتداء على النفس، وتفاصيل الاعتداء مروعة لطفلة رزحت تحت تعذيب رهيب.

معلوم أن هناك جرائم يحوز فيها التصالح، ونظم قانون الإجراءات الجنائية مسألة التصالح فى الجرائم، وأجاز هذا التصالح لمَن يرتكب جريمة، مادامت تلك الجريمة من الجرائم التى يجوز فيها التصالح.

واستثنى القانون بعض الجرائم من جواز التصالح فيها، ومن أبرزها هتك العِرض، والخطف، وخطف الأطفال، وفرض السيطرة، وترويع المواطنين، وأيضًا جريمة الاغتصاب، كونها من الجرائم التى لا تخص المجنى عليه فقط، بل تخص المجتمع ككل، فلا يجوز التصالح فيها.

نحن أمام تجسيد قانونى لفكرة (حق المجتمع)، وهو حق مقدس قانونًا، لا يسقط بالتنازل ولا بالتقادم.. حق مستحق يستحيل الفكاك منه، حتى لو تنازل المجنى عليه عن حقه خوفًا أو طمعًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يجوز فيها الصلح لا يجوز فيها الصلح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon