توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصَّفع السعيد.. الصَّفع البغيض

  مصر اليوم -

الصَّفع السعيد الصَّفع البغيض

بقلم: حمدي رزق

الصَّفْعِ، الضَّرْبُ عَلَى الخَدِّ بِكَفِّ اليَدِ مَبْسُوطَةً، وتصَافَعَا فَاسْتَمَرَّ الشِّجَارُ بَيْنَهُمَا، صَافَعَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ..

وحدث ما خشيت منه، صفع الفنان «محمد رمضان» شابا من معجبيه، فردها الشاب صفعا، تَصَافَعَا، ولف الفيديو أرجاء المعمورة، وصار «ترند حراق»، وشيره الشباب الواعد تشييرا كثيرا، وفى الأخير تمت الترضية على جنب.

قبلها صفع الفنان «عمرو دياب» شابا صعيديا، وثارت عصبيته القبلية، ومفيش صعيدى يضرب على وجهه، والقلم قلمين، الصاع صاعين، وتقاضيا، رفع الشاب قضية تعويض بمبلغ خرافى، وجارٍ الترضية، وكله يتراضى.

لهيئة الإذاعة البريطانية مصطلح ظريف شاع لزمن، ما يسمونه «الصفع السعيد»، بدعة نشأت فى المملكة المتحدة فى عام ٢٠٠٥ تقريبًا، حيث يقوم شخص أو أكثر ممن لديهم شعور بالملل بمهاجمة الضحية بغرض تسجيل الهجوم (عادة باستخدام هاتف ذكى)، لإحداث ضجة وطلب تعويض، المصطلح يشير عادةً إلى أعمال عنف بسيطة لذا صنفت على أنها «صفع سعيد».

الصفع فى مصر ليس صفعا سعيدا بالمطلق، وصفا «الصفع البغيض»، كريه ومحرم ومجرم وتضيع فيه رقاب، وأسوأ أنواع الاعتداء وأقبحها الصفع على الوجه أو الركل فى جمهرة من المتابعين.

الحمد لله ليس بين الفنانين المصريين من يجيد فنون الركل، يصفعون ولا يبالون، ومن خلفهم مبرراتية وقحون، يبررون سوء الأفعال، ويلتمسون أقبح الأعذار، ويحطون على الضحايا صفعا بالقول.

مأمورون بالصفح الجميل، والصفع السعيد ليس معتادا فى مصر، هناك فى إنجلترا الصفع البغيض خطير على الحالة المجتمعية، واستسهال هذه الجريمة النكراء من قبل البعض دون خشية من قانون يورثنا ضيقا.

الصفع على الوجه فى القانون، للأسف «جنحة ضرب بسيطة»، عقوبتها تصل للحبس سنة أو الغرامة وتعويض يصل لمليون جنيه، ولا يلزم تقرير طبى لإثباته.

فى حالتنا مقطع مصور كافٍ للإثبات، والسؤال: هل صفعات الفنانين عرض لظاهرة مجتمعية ونحن عنها غافلون، هل شاع الصفع بيننا هكذا سرا وعلانية؟!.

لماذا تمتد الأيدى صفعا، كيف يقع فنانون مقدرون فى هكذا جرم فضائحى، ما هذه العقلية المعملية الفذة التى تترجم انفعالاتها اللحظية صفعا، دون حساب للمآلات المجتمعية؟.

شيوع الصفع خطير على أخلاقيات الناشئة، صفعة «عمرو دياب» (هضبة الغناء) صارت ترند، وصفعة «محمد رمضان» (نمبر وان) شرحه، الصفع صار على المشاع!.

متى كان الصفع سبيلا للرد على الاستفزاز ولو متعمد، صرف الجمهور المستفز مثل صرف العفاريت، بالهوادة، بالحسنى وزيادة.. الشر بره وبعيد، انصرف انصرف.

حرق العفاريت التى تتنطط فى الوجوه صنعة، وبرودة الأعصاب طريقة مجربة، والسقوط فى هاوية العنف البدنى ليس من أخلاقيات أهل الفن، النجم إذا هوى.

هناك ألف طريقة لرد الاستفزاز الممنهج أو اللحظى، تصرفات نفر من المعجبين لا يحكمها العقل، ردود فعل الفنانين مستوجب يلزمها العقل، وإذا تفشت ظاهرة الصفع على هذا المنوال سنشهد فيديوهات جديدة ساقطة أخلاقيا.

الحذر واجب، تصفعه يصفعك، كما حدث مع «رمضان»، وقابل للتكرار مع نجوم أخرى، لا تأمن غضبة المصفوع، وساعتها سنقعد على الحيطة ونسمع الزيطة، وكله منقوص من سمعة الفن المصرى الذى تكالبت عليه أخيرا الأكلة تكالبها على قصعتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصَّفع السعيد الصَّفع البغيض الصَّفع السعيد الصَّفع البغيض



GMT 04:31 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل... القضاء على «الأونروا» بعد «حماس»

GMT 04:08 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجبل السحري

GMT 04:06 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701؟

GMT 04:03 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هروب “الزمن الجميل”!

GMT 04:00 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن الأفكار والنساء والمقاومات

GMT 03:57 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكل متأخر... سيدي!

GMT 03:55 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس الأزمة الأوكرانية... أميركياً و«شرق أوسطياً»!

GMT 03:52 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا: هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon