بقلم : حمدي رزق
وخاطب السيسى المصريين: «إنتوا ليه مش عايزين تساعدونا، ومصرين على مواقفكم، بتحلموا ببلد متنظمة ومترتبة وزى الفل ولا كل واحد عايز يعمل اللى هو عايزه».
«زى الفل» تعبير بسيط من رئيس محترم، مصر زى الفل حلم، لماذا تئِدون الأحلام الخضراء، وفى مصركم الجديدة أفلا تنظرون إلى المشاريع والطرق والمدن الجديدة، والقرى التى تعمر بعد طول انتظار. الرئيس يجتهد من أجل حلم كبير «مصر قد الدنيا» ألا تشاطرونه الحلم؟ الحلم يتجسد على الأرض آيات (مشاريع) فى البر والبحر، فى الدلتا والصعيد ومدن القنال. واأسفاااه، فيه ناس تعمّر وناس تخرب، ناس تبنى وناس تهدم، ناس تستصلح وناس تبور، ناس تنظم وناس تريدها فوضى ضاربة، ناس تحلم وناس تستبيح حلم الحالمين، وتراهن على الفساد، ولّفت على الفساد، والكسب السريع، حتى فى بيوت الآخرة، المقابر، يبنون فى المخالف. منظومة الفساد تستوجب تفكيكًا ممنهجًا، من أين يأتى الفساد؟ مصادره، منابعه، المحليات، الفساد فى المحليات للركب، والقول من عصر مضى ولايزال سائدا فى حاضر الأيام، قطع دابر الفساد مهمة الأجهزة الرقابية، ونشاطها لافت.
مقولة الرئيس لن تذهب أدراج الرياح، الإرادة السياسية فى هذه القضية متحققة، عازم الرئيس على إنهاء هذا الملف، والحكومة منوط بها التنفيذ الأمين لهذه الإرادة. القضية إنفاذ القانون، وتطبيقه بحذافيره.
ما نعانيه وسنعانيه، ورثة السنين، وتراث من الاستباحة، وفوضى لم يكن لها ضابط ولا رابط، وفساد أنتج مليونيرات. تغيير العقل الجمعى يحتاج إلى صبر وأناة، وقبلها القانون ولا شىء سواه، على الكبير الذى حول أراضى الاستصلاح إلى منتجعات سياحية وفندقية، والصغير الذى بور الأرض ليجلس على رأسها يندب حظه العاثر. الفاسدون أفسدوا الحياة، أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون شبر أرض، يغل ما يسد رمق الدولة إلى الإنتاج والاكتفاء والتصدير، إصرار على التبوير، كل فدان يستصلح فى الصحراء بدم القلب أمامه فدان فى الدلتا يبور برخص التراب. الطين مبقاش له جلال يا ريس، زمان كانت الأرض عرضًا، والطين عزوة، وطين الأرض على كعابه شرف، واليوم يبيع الطين ويشيل الطين، زمان كانت معرة بيع الطين، وعواد باع أرضه يا ولاد، فضيحة، ولكن الجيل الجديد من أولاد الفلاحين الأصلاء فرط فى الطين جريًا وراء حلم الملايين.
٧٠٠ ألف مخالفة، رقم مؤلم، يوجع القلب، الاستباحة صارت منهجًا، زمن صار العقار مخزون القيمة، والملايين تدفقت على العقاريين والمطورين، فصاروا مليارديرات من استباحة القانون، وهناك من أعانهم على كسر ظهر القانون، مخالفات الأبراج مثلها مثل مخالفات التبوير، فساد فى القمة وفساد فى القاع.
تجليس مقولة الرئيس على الأرض بإنفاذ القانون على الرؤوس الكبيرة والصغيرة، لا أستثنى منهم أحدًا، وكبح فساد المحليات والإدارات الزراعية، ودعم الرقابة الشعبية، الحكومة لن تجرى وراء الناس فى الغيطان، فات زمن الطبطبة، لم يعد فى قوس الصبر منزع، المخالفات بلغت حدًا مخيفًا، هناك تحد فاجر للقانون.