بقلم : حمدي رزق
وقدم قداسة البابا فى عظة القداس الشكر لأجهزة الدولة فى إنجاز الكاتدرائية بالبشائر، مشيرًا إلى أن أهم ما يميز هذه الكاتدرائية أنها (جميلة وواسعة وعالية). لا شكر على واجب قداسة البابا، هذا واجب مستوجب، الدولة الوطنية تبنى الجامع والجامعة والمستشفى والكنيسة.. والمدرسة، دولة المواطنة تجتهد فى تدبير ضروريات الحق فى الحياة، وحرية العبادة حق قبل أن تكون من ضروريات الحياة، وكما هو مستوجب مجانية التعليم والعلاج، مستوجب ضمان حرية العبادة، الدولة المتحضرة تعلو فيها المواطنة فوق كل النعرات الطائفية والمذهبية.
يستحضر البابا بليغًا المعنى، «بشائر الخير» ليس تجمعا سكنيا حضاريا فحسب، معناها (فرح)، البابا يستشعر الجمال، ويترجم المعنى الكامن فى تصميم «بشائر الخير»، ويقول الأجمل «الفكر وراء الفكرة»، ويتذكر فى «عظة الأربعاء»، مقولة معبرة للرئيس السيسى وهو يبشر بالبشائر: «كان هناك قصد فى هذا المشروع أن يكون هناك مسجد وثلاث مدارس وكنيسة، وملاعب المدارس يكون على يمينها ويسارها جامع وكنيسة، وفى هذا تعليم وتربية من الصغر، ويشب الطفل وهو يستشعر المساواة والوحدة التى تجمعنا كلنا كمصريين».
رسالة رئاسية ملهمة توقف أمامها البابا الأَرِيب، معلوم تدشين كنيسة مثل افتتاح مسجد، تحوطه الغبطة والسرور، وكنيسة بشائر الخير نموذج ومثال على بناية مصر الجديدة المفعمة بالمحبة، المدن الجديدة تبنى على المواطنة، وحرية العبادة، والكنيسة فى حضن المسجد.
قد لا يعجب هذا الحكى الطيب من فى قلوبهم مرض، ولكن مراجعة أرقام بناء المساجد والكنائس الجديدة، وإعمار المساجد والكنائس القديمة وتوفيق أوضاعها، جدير بالتسجيل الأمين، متى كانت تفتح الكنائس هكذا بلا عكوسات، متى كانت تبنى هكذا المساجد جامعة بهذا الجمال، يقينا هناك تغيير فرضته إرادة دولة قوية متحققة فى قوانين تجسد المواطنة وتروى بها الأرض الشراقى للتسامح بين الأديان..
بنايات المواطنة فى المدن الجديدة تؤشر على محبة، ونجاح قانون توفيق أوضاع الكنائس فى المدن القديمة، وتعهده بالرعاية، وتقبله مجتمعيا، يشى بالمزيد من آيات التسامح فى هذا البلد الأمين، تبقى خطاب المحبة فى مواجهة خطاب الكراهية، بقى تنقية الخطاب الدينى من الملتبسات والمتشابهات، ويستوجب لجم الألسنة التى تحرض بالقانون، كالكىّ آخر الدواء..