توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شريف قلب الأسد!

  مصر اليوم -

شريف قلب الأسد

بقلم : حمدي رزق

على طريقة «خير البر عاجله»، عَاجَلَ «شريف جاد الله» المحامى السكندرى، الأستاذ رجالى عطية، نقيب المحامين، بطلب حمل رقم (٣٧٠ لسنة ٢٠٢١)، أن تقوم نقابة المحامين المصرية، باعتبارها أعرق منظومة حقوقية رسمية فى الوطن العربى، بتكريم الرئيس الأمريكى «جو بايدن» باعتبار أن بايدن محامٍ أمريكى من ناحية، ولحسن إدارته القانونية للصراع الانتخابى من ناحية أخرى.

«لِلَّهِ فِى خَلْقِهِ شُؤونٌ»، مقترح برقم موثق بلغ نقيب المحامين يطالبه بتكريم «جو بايدن» بدرع نقابة المحامين، ودعوة السفير الأمريكى إلى مقر نقابة المحامين المصرية وتسليمه درع النقابة الخاص بالرئيس الأمريكى.

يا سلام سلم المتر بيتكلم، حيثيات الطلب أغرب من الطلب نفسه، «وطالب جاد الله نقيب المحامين المصريين بأن يتضمن خطاب التكريم الذى سترسله النقابة للرئيس الأمريكى دعوته إلى مناصرة القيادة السياسية المصرية فى حربها ضد إرهاب الجماعات المتطرفة التى تسعى لسحق إرادة وكرامة الشعب المصرى وسلب حقه فى الحياة، حتى لا يتكرر مع الشعب المصرى ما عانى منه الشعبان العراقى والسورى الشقيقان».

فى فمى ماء، لن نحك أنوفًا مستبشرة بقدوم «نبى الديمقراطية المنتظر»، ينتظرونه على أحر من الجمر، وعلى طريقة «ريتشارد قلب الأسد» فى فيلم «الناصر صلاح الدين»، ولكنك لا تعرف يا نقيب المحامين، البابا فى روما، وكل الحطابين فى الجبال النائية، والفلاحون فى مزارعهم، والعجائز حول نار المدفأة فى ليالى الشتاء، وآلاف الملايين من البسطاء، كلهم ينتظرون عودة الديمقراطية الأمريكية إلى المنطقة.. «وانتم عارفين الباقى من الفيلم طبعا».

لا طاقة لنا بتكرار مقولات استهلاكية، وأن مسحوق «الحديث المعسول لغسل العقول» لا يغسل أكثر بياضًا، المساحيق الأمريكية ديمقراطية أو جمهورية لها نفس التركيبة، وإن اختلفت الإضافات، هناك مساحيق برائحة جمهورية، ومساحيق ديمقراطية عديمة اللون والطعم والرائحة.. ولربما تغسل أكثر بياضًا!

مثل هذه الدعوات تأتى فى باب التطوع، فَمَن تَطَوَّعَ، والتطوع سياسيًا حتمًا ولابد من أن يكون فى إطار الدولة المصرية، ووفق منهجيتها فى السياسات الخارجية، ما موقع مثل هذه الدعوة المجانية فى السياق الرسمى الوطنى فى مقابلة التغيرات الجذرية فى الإدارة الأمريكية التى ستنتج تغييرات جذرية فى التوجهات الأمريكية عالميًا وإقليميًا ومصريًا.

فلننتظر «هنيهة» شوية صغيورة، أمامنا أربع سنوات لتكريمه، والأيام حبلى بالمفاجآت، معلوم، خير البر عاجله يتناقض مع مقولة العجلة من الشيطان، والشيطان يكمن فى تفاصيل هذا المقترح العجيب.

ليس كل رئيس ارتدى روب المحاماة يستحب تكريمه، وليس كل مقترح خلوًا من الحسابات السياسية يستوجب التهليل له والتكبير، تكريم الرئيس الأمريكى ودعوة السفير الأمريكى إلى نقابة المحامين أخشى أن يشق صف المحامين، والنقابة مش ناقصة.. لن أتحدث عن المواءمات السياسية فهذا شرحه يطول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريف قلب الأسد شريف قلب الأسد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon