بقلم : حمدي رزق
لفتتنى رسالة الفنان التشكيلى الكبير أحمد نوار، رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة إلى رئيس الجمهورية، طالبًا تدخلًا رئاسيًا عاجلًا لإنقاذ الجمعية التى تأسست تحت الرعاية الملكية (عام ١٩٢٢)، وتستقبل مئويتها الأولى بعد عام من الآن، وهى تعانى إفلاسًا يكاد يُسكنها مقابر التاريخ الحديث.
أعلم يقينًا بأن الرئاسة لا تتأخر عن تلبية مثل هذه الحاجات الثقافية، لكن بالله عليكم هل عقمت مصر من ثرى مثقف، أو أجدبت من رجل أعمال متذوق، أو جامع لوحات محترف، أو بنك من البنوك التى تدعم الأنشطة الثقافية، هل فنانو مصر ومبدعوها عاجزون عن غوث جمعية الفنون الجميلة، هل هناك دعم أجمل من هذا الدعم؟
تخيل كل المطلوب لا يزيد على ١٠٠ ألف جنيه سنويًا، إذا توفرت تبرعًا كريمًا فَبِها ونِعْمَتْ، الجمعية أفلست تمامًا والوزارات المعنية تلكأت، ولم يعد فيها كسوف، تتسول دعمًا.. ليس من عندياتى بل من رسالة الدكتور نوار إلى الرئيس.
يقول د. نوار: نظرًا لتردى الدعم من قِـَبل وزارة التضامن الاجتماعى، وعدم صرف الدعم الكامل مـن قِبَل وزارة الثـقافة الذى كان يُصرف للجمعية سنويا، وهو مبلغ ستين ألف جنيه (تُصرف على الإيجار.. والكهرباء.. والتليفون...)، وهذا المبلغ كان كافيًا.. ودعم وزارة التضامن الاجتماعى ثلاثة آلاف جنيه كل عام، والذى انقطع منذ عدة سنوات.
وجمعية محبى الفنون الجميلة تأسست عام ١٩٢٢ ميلادية، وكانت تحت الرعاية الملكية، وكان دورها النهوض بالمستوى الفنى والثقافى بالمجتمع، حيث إنها تُقيم أنشطة ثقافية وفنية عديدة فى شتى المجالات (الأدب- الموسيقى- المسرح- السينما- الفنون التشكيلية)، وفى نفس الوقت تُقيم معارض فنية جماعية وفردية، مثل (معرض الطلائع للشباب، حيث تم تنظيم ستين دورة، وصالون القاهـرة الذى يُعتبر أهم نشاط فنى فى مـصر، وتم تنظيم ٥٩ دورة، وتنظم الجمعـية مسابقة للنقد الفنى، وتم تنظيم سبع دورات).
وتهتم الجمعـية بإقامة أنشطة ثقافية لمناسبات قومية مختلفة، وتكريم أبطال حرب أكتوبر وتقديمهم للأجيال للحفاظ على ذاكرة مصر الوطنية وغيرها من المناسبات الوطنية.
وامتدت أنشطة الجمعية للتعاون مع بعض المؤسسات الرسمية فى مجال الثقافة والفنون، وتقوم بتكريم الشباب الواعـد مـن خلال أنشطتها الفنية والثقافية، وتعمل الجمعية على ربط فعالياتها بالمجتمع للنهوض به وتعميق البعد الثقافى والوطن للأجيال، كما تقوم الجمعية بتطوير أدائها فى ظل النهضة الشاملة التى يقودها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شتى المجالات، واهتمام فخامة الرئيس بدور المؤسسات الأهلية موازيًا لنشاط مؤسسات الدولة.
ورَأَسَ الجمعية الأمير يوسف كمال، وهـو مؤسسها عام ١٩٢٢، ويليه محمد محمود خليل، ويليه عطا عفيفى، وأحمد صديـق، وعـلى لبيب، وجمال الدين عبدالرحمن، وبدر الدين أبوغازى، وصلاح طاهر. حظيت الجمعية بشخصيات وطنية وسياسية.. أدى ذلك لاستمرارها فى أداء دورها الاجتماعى والثقافى غير المسبوق.
والجمعـية الآن فى حالة ماسة إلى الدعم المادى كى تنهض بمسؤولياتها الفنية والثقافية، ومواصلة أنشطتها المختلفة والتى تُعد لبنة أساسية لبناء شباب الفنانين الواعدين.. والإنسان المصرى المعاصر. وتوجهنا باستغاثة إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. وأيضًا إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء.. بعد أن طال انتظارنا لردود إيجابية من الوزارات المختصة.
أرجو التكرم بتوصيل محتوى الرسالة للمسؤولين لإنقاذ الجمعية والحفاظ على تاريخها المشرف، وحتى تستطيع مواصلة أداء أنشطتها المهمة للمجتمع.