بقلم : حمدي رزق
التخليط آفة عقلية تورث فسادًا فى الإدراك، حالة مرضية عارضة أو مزمنة تبدو فيها أفكار المريض مضطربة وغير محددة، يحسب كل شىء أحمر صندوقا للبريد.
لم أرَ فى حياتى مصريًا يدعو لقردوجان بالنصر فى إغاراته الحمقاء على الأراضى العربية وفى المياه الدولية.
تعوزنى الصفات والنعوت، ولكن كما يقولون الغرض مرض، أخشى أن أفتقر إلى التشخيص الدقيق لهذا المرض الإخوانى العضال، مرض استولى على قلوبهم، مرضى القلوب، المريض الإخوانى يعانى فصاما مزمنا، الإخوان خونة الأوطان من زمان هكذا علمتنا الخطوب.
من سجد شكرًا لله على هزيمة ٦٧ ترك سنة خبيثة يتبعها إخوانه والتابعون ويبغبغون بها، يصدق فيهم قول أمير الشعراء «أحمد شوقى»، ففى مسرحيته «مصرع كليوباترا» يقول على لسان «حابى»: «أثّر البهتان فيه وانطلى الزور عليه/ يا له من ببغاء عقله فى أذنيه»!.
الخونة يصلّون فى منافيهم البعيدة لنصرة السلطان التركى «أبوطاقية»، وبين ظهرانينا من يدعو لنصرة سلطان الترك حنينًا للاستعباد، ولفوا على الجلوس مربعى الأيدى والأرجل بين يدى السلطان، يتمتعون بأدب القرود، وهو الظهور بعكس ما يبطن، والمعنى أن يكون الإنسان سافلا ويمثل الأدب وحسن الخلق أمام الناس ذات القدر والشأن، لخداعهم لتحقيق أهدافه القذرة.
يصف طيب الذكر عميد الأدب العربى طه حسين إخوان الشيطان بأنهم من زمن الخوارج، وقبضة من نيران الحروب التى يشعلها المحتلون فى العالم، يخالفون الطبيعة الوديعة للمصريين، ويعملون على نشر القتل بينهم.
وعن ظهور الإرهاب الإخوانى قال العميد: «لكننا نصبح ذات يوم فنستكشف أن فريقا منا كانوا يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم فى الوطن، ولإخوانهم فى الدين، ولإخوانهم فى الحياة التى يقدسها الدين كما لا يقدس شيئًا آخر غيرها من أمور الناس».
صدق العميد وليس ببعيد تهليل البهاليل فى «رابعة والنهضة» لتحرك الأسطول السادس فى المتوسط، ونداؤهم على سيدهم فى البيت الأبيض (أوباما) باحتلال مصر الثائرة عليهم، يستدعون الشيطان الأكبر كما وصفوه، وكاد يلبى لولا لجمه جيش مصر الباسل، وألزمه الخطوط الحمراء، فخاب أملهم، وتشتت شملهم، وكُتب عليهم الشتات فى المنافى والأصقاع.
ويتساءل العميد بعد انكشاف أمر الإخوان: ما هذه الخطط التى تدبر، وما هذا الكيد الذى يكاد، ما كل هذا الشر، ولمَ كل هذا النكر، ولم رخصت حياة المصريين على (الإخوان)