توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحاجة فاطمة أم جورج!!

  مصر اليوم -

الحاجة فاطمة أم جورج

بقلم : حمدي رزق

 ونادت«الحاجة فاطمة» على ولدها «جورج» أن يصعد من القاعة للقاء الرئيس، وصعد جندى مجند جورج في لباسه الميرى وبخطوة عسكرية مستقيمة ليلقى التحية على الرئيس السيسى، ثم يلقى بنفسه في أحضان أمه التي لم تلده.

جورج في منزلة (ابنها) الشهيد سعيد، وسعيد بالعشرة والمحبة والدفعة (أخو) جورج، وجورج وسعيد ولاد الحاجة فاطمة، وفاطمة نموذج مصغر للأم العظيمة مصر، تحت جناحها ولادها لا تفرق بينهم أبدا. عندما أصيب جورج في معارك شمال سيناء الحبيبة، وبدافع الأمومة المستبطنة في حنايا القلب، وبناء على طلب صاحبه وحبيبه سعيد، (دفعة واحدة وبلديات)، سهرت الحاجة فاطمة (أم سعيد) على علاج جورج وطبابته كأنها والدته، وأخفت عن أسرته الخبر حتى يبرأ من جراحه ويعود إليهم سالما معافى.

فلما استشهد سعيد، وكان جورج لايزال مصابا، كان سندها وعكازها، واعتبر جورج الحاجة فاطمة أمه التي لم تلده، واعتبرته الحاجة عوضا عن شهيدها سعيد، ولم يخيب جورج رجاها، وصار ولدها وفاء لذكرى صديق عمره سعيد ومحبة في الحاجة فاطمة، وهكذا اصطلح إنسانيا، صار جورج ولدها، وصارت فاطمة أم جورج كما جاء في العنوان أعلاه. تعجب من سيرة شهداء المحروسة، لا فارق البتة بين جورج ومحمد وبولس وسعيد، كما أنه لا فارق بين شهادة عريف مجند محمد رفعت حجازى (استشهد خلال العمليات الحربية أثناء حرب أكتوبر المجيدة) والعميد طيار أركان حرب متقاعد نورالدين أحمد حنفى محمود من مصابى عمليات (أبطال حرب الاستنزاف)، وبينهما عريف شهيد إيهاب يسرى فوزى الغريب شهيد ٨ سبتمبر الماضى، ولا فارق وطنيا بين كل شهداء الحروب المصرية، وشهداء الجيش الأبيض، ونموذج طبيب شهيد أحمد ماضى إبراهيم أبوغنيمة الذي لقى ربه في ١٥ أغسطس الماضى في مواجهة فيروس كورونا.. «نعم لولاهم ما كنا هنا»، عنوان عريض ظلل احتفالية القوات المسلحة بيوم الشهيد، ولولاهم ما كان لهذا اليوم هذه الطلة الراقية، ارتقوا إلى السماء ونحن لهم من الناظرين على أمل اللقاء، أنتم السابقون. في القواعد والمعسكرات والكتائب والنقاط الحدودية تروى الألسنة بطولات وكأنها أساطير، كل ضابط هناك وحده أسطورة، وكل جندى وحده بطولة، يتسابقون إلى الشهادة، كل مهمة يتسابق إليها الأبطال في شوق للشهادة، وكل عملية لها الموعودون.

سجلات الشهداء لاتزال تحوى أسماء أحياء شهداء، أو شهداء أحياء، أعزهم الله بالشهادة وكتب لجيشنا النصر، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. وينتصر. حزانى على فراق الأحبة منهم، إن العين لتدمع والقلب ليحزن، وحزين على حالنا، نتلهى بتريندات وهمية عن بطولات عظيمة هي أولى بالحكى، ننتحر اختلافًا وهم على قلب رجل واحد، مرابطون على الحدود، لا يلهيهم بيع أو تجارة، يطلبونها شهادة في سبيل الله، تذكروا جميعًا أن هناك شهداء أحياء، طوبى للشهداء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحاجة فاطمة أم جورج الحاجة فاطمة أم جورج



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon