ولا ألف سَيْل عَرِم، شديد لا يطاق، يهزم إرادة أهلنا فى السودان، أهلنا أهل عزيمة وإيمان، ياما دقت ع الراس طبول.
إذا كذبت العنزة فإن قرنيها لا يكذبان!
وثبت عن الإمام على رضى الله عنه قوله:
فـإِن تسـألـنى كـيـف أنـتَ فـإِنـنى
صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ عـلى ألا يُـرى بى كـآبة
فيـشمـتَ عـادٍ أو يُسـاءَ حـبيـبُ
صور أهلنا وهم يكافحون السيل تقول السمكة القوية وحدها التى تقدر على السباحة عكس التيار، بينما أى سمكة ميتة يمكنها أن تطفو على الوجه، والزول السودانى قوى، قادر على قهر الصعاب، صور مقاومة السيل رغم مأساويتها تنطق بالإرادة والصبر والمثابرة، شعب صبور، فى العين لمعة، وعلى الشفاة ابتسامة، وفى القلب قوة وعزم حديد.
وهرعت مصر إلى نجدة أهلنا، ونفرت القيادة المصرية إلى تسيير جسر جوى لإغاثة المنكوبين، مصر والسودان حتة واحدة.
يصدق فينا وأهلينا فى عموم السودان الفسيح قول المصطفى الكريم، صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
توجعت قلوب المصريين، ويَمّموا وجوههم نحو السماء بدعاء اللطف بأهلنا: «اللهم الطف بهم، وآمن روعهم، واشف مصابهم، واغفر لموتاهم، ورد غائبهم، واحرسهم بعينك التى لا تنام، واكفهم شر من أراد بهم شرا، واحفظهم بحفظك، وارحمهم برحمتك يا رب العالمين».
السيل كشف حبًا وبرهن على ودٍّ، وأكد وحدة المصير، ونحن نحبهم وهم يحبوننا، وهذا ثابت شعرا ونثرا.
ومن شعر تاج السر الحسن:
مصر يا أخت بلادى يا شقيقة
يا رياضًا عذبة النبـع وريقـة
يا حقيقة..
مصر يا أم جمالٍ أم صـابرْ
ملء روحى أنتِ يا أخت بلادى
سوف نجتث من الوادى الأعادى
فلقـد مُـدت لنـا الأيـدى الصديقـة
التجانى يوسف بشير، صاحب بيت الشعر الشهير «مصر يا مهبط الحضارة والنور.. ويا مبعث الهدى فى كل ساع»، يقول عن مصر فى إحدى قصائده:
إنما مصر والشقيق الأخ السودان كانا لخافق النيل صدرا
حفظا عهده القديم وشادا منه صيتًا ورفَّعا منه ذكرا
فسلوا النيل عن كرائم أوسعنا دراريَّها احتفاظًا وقدرا
كيف يا قومنا نباعد من فكرين شدا وساندا البعض أزرا..