توقيت القاهرة المحلي 10:23:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاك ومستأجرون

  مصر اليوم -

ملاك ومستأجرون

بقلم : حمدي رزق

العجلة من الشيطان، والشيطان يكمن فى مواد مشروع قانون الإيجارات القديمة المزمع مناقشته فى مجلس النواب.

مهمة محفوفة بالقلق المشروع، الشروع فى إقرار مثل هذا القانون ليس نزهة خلوية، هو قانون شائك، ويمس ملايين من الآمنين فى بيوتهم، وسيخلف آثارًا مجتمعية تستوجب الحذر، هناك تربص بالقانون، وهناك رفض صارخ من مجتمع المستأجرين للمساس بالإيجارات القديمة فى ظل أوضاع معيشية غاية فى الصعوبة.

وأعلم وأنتم تعلمون أن أوضاع الملاك فى غاية الصعوبة أيضًا، يترجون الله فى حق النشوق، وهم بملكياتهم القديمة أثرياء على الورق، ولكنهم فقراء إلى الله، ويطالبون بالإنصاف، من يتحمل فاتورة الإنصاف، هذه هى المشكلة، العقدة التى يستوجب البحث لها عن حلول واقعية عبر حوار مجتمعى شفاف.

فى قضية الإيجارات القديمة، وهى قضية خطيرة، يجب على مجلس النواب التروى وإقامة حوار ثنائى بين تكتلات المستأجرين والملاك، الاحتراب على أشده، وسبل الحوار متقطعة، أقرب لمعركة مكتومة ستنفجر حتمًا إذا ما قرر البرلمان مناقشة القانون، هذا الحكى لا يدخل فى باب التخويف والترهيب، ولكنه مدعاة للتفكر والتدبر والوقوف على حروف القانون.

ويستوجب مجتمعيًا أن يقف الطرفان، الملاك والمستأجرون، كلاهما موقف الآخر قبل إعلان الرفض الزؤام، عليهما أن يتحليا بالحكمة، وليعذر بعضهما بعضًا، وليضع كل منهما نفسه مكان الآخر، ويرى هل هذا من العدل فى شىء أن يظل الحال على حاله دون تحريك عادل، هل يقبلها المستأجر على نفسه إذا كان مالكًا، هل يقبلها المالك على نفسه إذا كان مستأجرًا، هل يقبلها أحدهما على الآخر؟

حط نفسك مكانه يا أخى قبل أن تظلمه أو تظلم نفسك برفض القانون، شعار لا مساس فيه ضرر بليغ ويفارق العدل فى تجليه الأرضى.

وبهدوء، لو كنت مالكًا، هل تقبل على مستأجر أن يهجر مسكنه الذى مضى فيه جل عمره، وعاش بين جدرانه الأربعة، وفيه ذكرياته وأفراحه وأتراحه، وأيام عمره منقوشة على الجدران.

لو كنت مالكًا، وتطلب إخلاء أو تحريكًا فى الإيجارات، لماذا لا يكون باتفاق وتفاهم دون افتعال معركة الكل فيها خاسر؟!..

ولو كنت مستأجرًا قديمًا، هل تقبل على مالك أن يمتلك بيتًا سعره بالملايين وأنت تدفع الملاليم، أن تقبل على نفسك يسرًا ومالك العقار يتسول ثمن الدواء والعلاج، وربما لا يجد مسكنًا لولده، وتكتفى بإلقاء جنيهات قليلة فى وجهه كل شهر أو تسكنها خزينة المحكمة.

ولو كنت مستأجرًا وتعانى شظف العيش، أليس هناك مالك يعانى نفس الظروف القاسية على الجميع، وإذا كنت لا تحتمل تحريكًا، كيف تحتمل عليه ثبات الإيجار فى ظل سعار الأسعار؟

ناس طيبة سكنت بيوت ناس طيبة فى زمن طيب، والفصل بين الفريقين ليس بتأجيل أو تعطيل القضية، أو الانتصار لفريق ضد الآخر، الفريقان حالتهما صعبة، ويحتاجان لمن يمد يده بالمساعدة، وانتشالهما من لجة الموج الصاخب حول هذه القضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاك ومستأجرون ملاك ومستأجرون



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon