توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاك ومستأجرون

  مصر اليوم -

ملاك ومستأجرون

بقلم : حمدي رزق

العجلة من الشيطان، والشيطان يكمن فى مواد مشروع قانون الإيجارات القديمة المزمع مناقشته فى مجلس النواب.

مهمة محفوفة بالقلق المشروع، الشروع فى إقرار مثل هذا القانون ليس نزهة خلوية، هو قانون شائك، ويمس ملايين من الآمنين فى بيوتهم، وسيخلف آثارًا مجتمعية تستوجب الحذر، هناك تربص بالقانون، وهناك رفض صارخ من مجتمع المستأجرين للمساس بالإيجارات القديمة فى ظل أوضاع معيشية غاية فى الصعوبة.

وأعلم وأنتم تعلمون أن أوضاع الملاك فى غاية الصعوبة أيضًا، يترجون الله فى حق النشوق، وهم بملكياتهم القديمة أثرياء على الورق، ولكنهم فقراء إلى الله، ويطالبون بالإنصاف، من يتحمل فاتورة الإنصاف، هذه هى المشكلة، العقدة التى يستوجب البحث لها عن حلول واقعية عبر حوار مجتمعى شفاف.

فى قضية الإيجارات القديمة، وهى قضية خطيرة، يجب على مجلس النواب التروى وإقامة حوار ثنائى بين تكتلات المستأجرين والملاك، الاحتراب على أشده، وسبل الحوار متقطعة، أقرب لمعركة مكتومة ستنفجر حتمًا إذا ما قرر البرلمان مناقشة القانون، هذا الحكى لا يدخل فى باب التخويف والترهيب، ولكنه مدعاة للتفكر والتدبر والوقوف على حروف القانون.

ويستوجب مجتمعيًا أن يقف الطرفان، الملاك والمستأجرون، كلاهما موقف الآخر قبل إعلان الرفض الزؤام، عليهما أن يتحليا بالحكمة، وليعذر بعضهما بعضًا، وليضع كل منهما نفسه مكان الآخر، ويرى هل هذا من العدل فى شىء أن يظل الحال على حاله دون تحريك عادل، هل يقبلها المستأجر على نفسه إذا كان مالكًا، هل يقبلها المالك على نفسه إذا كان مستأجرًا، هل يقبلها أحدهما على الآخر؟

حط نفسك مكانه يا أخى قبل أن تظلمه أو تظلم نفسك برفض القانون، شعار لا مساس فيه ضرر بليغ ويفارق العدل فى تجليه الأرضى.

وبهدوء، لو كنت مالكًا، هل تقبل على مستأجر أن يهجر مسكنه الذى مضى فيه جل عمره، وعاش بين جدرانه الأربعة، وفيه ذكرياته وأفراحه وأتراحه، وأيام عمره منقوشة على الجدران.

لو كنت مالكًا، وتطلب إخلاء أو تحريكًا فى الإيجارات، لماذا لا يكون باتفاق وتفاهم دون افتعال معركة الكل فيها خاسر؟!..

ولو كنت مستأجرًا قديمًا، هل تقبل على مالك أن يمتلك بيتًا سعره بالملايين وأنت تدفع الملاليم، أن تقبل على نفسك يسرًا ومالك العقار يتسول ثمن الدواء والعلاج، وربما لا يجد مسكنًا لولده، وتكتفى بإلقاء جنيهات قليلة فى وجهه كل شهر أو تسكنها خزينة المحكمة.

ولو كنت مستأجرًا وتعانى شظف العيش، أليس هناك مالك يعانى نفس الظروف القاسية على الجميع، وإذا كنت لا تحتمل تحريكًا، كيف تحتمل عليه ثبات الإيجار فى ظل سعار الأسعار؟

ناس طيبة سكنت بيوت ناس طيبة فى زمن طيب، والفصل بين الفريقين ليس بتأجيل أو تعطيل القضية، أو الانتصار لفريق ضد الآخر، الفريقان حالتهما صعبة، ويحتاجان لمن يمد يده بالمساعدة، وانتشالهما من لجة الموج الصاخب حول هذه القضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاك ومستأجرون ملاك ومستأجرون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon