توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من لم يمت في الفيس..

  مصر اليوم -

من لم يمت في الفيس

بقلم : حمدي رزق

كان الناس يقولون بيقين «من لم يمت في الأهرام فلم يمت»، في إشارة إلى صفحة الوفيات الأهرامية العريقة.

لم يدر بخلدى أن أرى اسمى في صفحة الوفيات الإلكترونية المستجدة، الشهيرة بالفيسبوك، وسيلا من التعازى في وفاة شقيقتى وتوأم روحى «نادية» الله يرحمها. «إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ»! ينطقها اللسان بنبرات حزينة وبرأس مخفوض، ووجه حزين، وقلب مكلوم «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا نادية لمحزونون..».

يقينا يصعب إجابة التعازى جميعا بالشكر والعرفان، والشكر موصول لسعيكم المشكور.

لفتنى هذا الذي حدث ولون حياتى باللون الأسود، وتيقنت أن صفحة الفيسبوك احتلت مكان «وفيات الأهرام» في الإخبار عن الوفيات، وتبوأت مكانها باعتبارها صحيفة الوفيات المعتمدة مصريا.

كل من يهاتفنى يبلغنى «لسه عارف من الفيسبوك حالا»، و«آسف على التأخير، لسه فاتح الفيسبوك»، و«هوه صحيح اللى منشور ع الفيس»، صفحات الفيس لم تعد تمرر وفاة في بر مصر دون إعلان، شئت أم أبيت فيسبوكيا، وبين طرفة عين وانتباهتها تغير مود صفحتى من حال إلى حال، وسيل عرم من التعازى، لا يكلف سوى حروف تكتب بمداد أسود، والجمل ناعية، واللوحات مطرزة بالسواد، «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عِبَادِى وَادْخُلِى جَنَّتِى»، «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ».

يقينًا صعب دخول الفيس في ظرفى الخاص، ولكن بات صعبا على الكثيرين دخول الفيس، مع توالى الجائحة، صار الفيس مجللا بالسواد، كلما هممت بالتصفح ومتابعة الأحوال، صدمتك أخبار الوفيات، وكأنك داخل على صفحة الوفيات الأهرامية، تترحم قبل الدخول.

أعرف أناسًا يفتحون الأهرام على صفحة الوفيات التي كانت تتمدد أحيانا إلى صفحات مجللة بالسواد، مع قهوة سادة، ويهزون رؤوسهم، ويتمتمون: «إيييه.. دنيا» «كلنا لها.. البقاء لله».

ولكن صفحات الفيس العديدة باتت مرهقة للأعصاب الرقيقة والنفوس المستبشرة، صحيح الموت علينا حق، ولكن الوفيات سودت الفيس، صار ناعيًا باكيًا معزيًا، حاجة تقطع القلب، على مدار الساعة وفيات وفيات، ليس فيه خبر ميلاد، ونادرا أن تصادف خبر زواج، كل هذا السواد في زمن الجائحة، وكما يقول رب العزة: «لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من لم يمت في الفيس من لم يمت في الفيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon