توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطر الأسود!

  مصر اليوم -

المطر الأسود

بقلم : حمدي رزق

 يخسر الحكم كثيراً بتصنيف المعارضة الوطنية جميعاً، الكل كليلة، كأعداء محتملين، ليس كل المعارضين خونة مع رفضى لفكرة التخوين قطعياً. فى صفوف المعارضة وجوه وطنية أصيلة ومعتبرة، وتبحث عن الصالح العام فى السياق العام، وما اختلفوا مع الحكم إلا لقضايا وطنية، وإن اختلفوا فلأسباب، والحيثيات تحتم الحوار الذى يجلى الأفكار ويقطع المسافات وينير الطريق للحكم الرشيد.

وتخسر المعارضة كثيراً برمى الحكم بأقسى الاتهامات التى تذهب إلى التفشيل والتخوين، جملة اتهامات جاهزة وسريعة الطلقات دون روية أو تدبر تأثيراتها السلبية على المزاج العام، ويقدمونها وجبات جاهزة ساخنة يتلذذ بها زعران الإخوان ويرددونها كالببغاوات، وللأسف يصفون المعارضة فى خروجها على الحكم بـ«الانقلابيين» يجلدونهم بما يقولون، ويصلبونهم على حوائطهم الفيسبوكية، ويغردون عليهم وينعون عليهم موقفهم فى ظهر السيسى يوم حرر مصر من الاحتلال الإخوانى الغاشم.

يقيناً هناك طريق مهجورة تصل ما بين الحكم والمعارضة، تحتاج إلى خارطة ودليل، طريق لم تطأها قدم تعرف دروب الحوار سالكة بين الحكم والمعارضة، القعود الوطنى أمام هذه الحالة الاحترابية لا يصح، والصمت على التنابز بالاتهامات لا يرتضيه صاحب ضمير يخشى على وطنه، السكوت على أجواء الاحتراب السياسى بين الحكم والمعارضة أخشى خطيئة يتحملها قبل الطرفين مَن نُجِلهم شيوخا ونعتبرهم حكماء.

الأمر بين الحكم والمعارضة جد خطير ويستأهل التوقف والتبين قبل التترى فى الاحتراب الذى يؤشر على خراب العلاقة، مستقبل العلاقة بين الحكم والمعارضة يحتاج لمن يرسم خريطته على ورق شفاف، أين ينتهى الحكم ومن أين تبدأ المعارضة، ومناطق التواصل والحوار، وشكل الحوار الوطنى المطلوب بشدة.

يقيناً، لا الحكم فى حالة رفاهية سياسية ليخسر المعارضة فى منتصف الطريق، ولا المعارضة قطعت كل الحبال بينها وبين الحكم، ما يجمع أكثر ما يفرق، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، نعم ما يخفى على المعارضة من أسباب الحكم كثير، ليس فى الحكم من يجلس إلى المعارضة دورياً لتنويرها بما هو حادث، اللقاءات التنويرية تضع النقاط فوق الحروف وتزيل اللبس والغموض، وتقشع السحب المحملة بأسباب الخلاف، وتمطر اتهامات سوداء، المطر الأسود يغرق الجميع.

وضرورى أن يتفهم من هم فى الحكم أسباب المعارضة التى تنبنى على معلومات ناقصة وحروف شائهة ومواقف متلبسة، إذا فتح الحكم قلبه، وأنار بصيرة المعارضة الوطنية بما كان وسيكون، وجلس إليهم وشاورهم فى الأمر، لكان خيراً. والمعارضة عليها أن تغادر مربع الرفض للرفض، والمكايدات السياسية إلى حوار سياسى معتبر، السفينة لن تعبر البحر والثقوب فى قعرها تتسع لتسرب الماء.

القطيعة التى باتت عليها علاقة الحكم بالمعارضة لا تؤسس لممارسة سياسية صحية ترسم صورة المستقبل.. هل منتهى الأمر تهديد من هنا وتهجم من هناك يتجسد صداه فى فضائيات الليل وآخره.. هل هذا ما نرجوه لوطننا؟.

يقيناً هناك طريق سالكة بين الحكم والمعارضة، طريق يعبّدها حكماء هذا الوطن وشيوخه بحوار وطنى يعتبر لما يواجهه الوطن من مخاطر وتحديات واعتبارات، لماذا قعود هؤلاء المعتبرين عن أداء مهمتهم الوطنية فى جسر الهوة التى استحالت صدعاً خطيراً يهدد البناء الذى تأسس على أرضية 30 يونيو.. حلف 30 يونيو يحتاج إلى محاذاة الصف وسد الفُرج والصلاة فى حب الوطن.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطر الأسود المطر الأسود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon