توقيت القاهرة المحلي 04:30:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإطْفَائِى يرحل مبتسمًا..

  مصر اليوم -

الإطْفَائِى يرحل مبتسمًا

بقلم : حمدي رزق

مَن أبدع فى حياته يَمُتْ مبتسمًا، وعاش مبدعًا تلوّن وجهه ابتسامة طيبة، وفضائله وشمائله تتحدث عنها العرب العاربة، كفونى الحديث عن حكيم العرب الراحل الكريم، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذى وافته المنية، ليسكن الحزن قلوب الكويتيين والعرب كافة.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، والراحل الكريم كان من أصحاب الفضل، ويعرف الفضل لأهل الفضل، ولا يقبل على الأشقاء الفتنة، وينفر يَئِدها فى مهدها، وكم أُطفِئت على يديه حرائق، كانلقبه بين الحكماء «الإِطْفَائِى»، ما يسمى وصفًا برجل المهمات الصعبة، الذى يضحى بنفسه من أجل الآخرين.

وتوافرت فى الراحل الكريم من صفات رجل الإطفاء الحكمة والصبر والشجاعة والجود بالنفس وسرعة التلبية، فإذا ما شب حريق هرع لإطفائه بماء الحكمة دون حسابات وقتية أو حساسيات سياسية تُعجزه عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البيت العربى الكبير.

لن أتحدث عن وقفته الشجاعة مع مصر الصابرة المحتسبة، الشيخ الراحل صباح الأحمد كان محبًا لمصر، حافظًا لجميلها، واعيًا لدورها، ومكانتها، وهصورًا فى الدفاع عنها إذا ما تهددتها الأخطار، يخف إلى نجدتها، ويجود بالغالى والنفيس لإقالتها، ووقف شجاعًا يبارك شعبها الثائر فى 30 يونيو، واستقبل رئيسها (المؤقت)، المستشار عدلى منصور، فى أول خروجاته بعد الثورة فى قمة عربية/ إفريقية، وصلت ما انقطع بين مصر وأشقائها الأفارقة، وكان خطابه- الله يرحمه- ملهمًا، وحفاوته بمصر فى محيطها العربى والإفريقى طيبة.

كان نموذجًا للشقيق عند الضيق، ليس على سبيل رد الجميل ولكن حبًا حقيقيًا لشعب مصر فى وطن أحبه، ووضعه وشعب الكويت فى العيون وفوق الرؤوس، ويوم تكالبت الأكَلة على «كويت الخير» تكالبها على قصعتها.. كانت مصر سندًا ودرعًا حامية حتى عادت الكويت لأهلها سالمة غانمة.

ما بين مصر والكويت طريق مستقيم خطّه فقيد الأمة ورجالات مصر المخلصون، طريق يصل ما بين قلوب الشعبين، فالشعب الكويتى فى قلب مصر، والشعب المصرى فى قلب الكويت، هكذا شببنا على محبة الأشقاء فى الكويت، والمحبة ما يجمعنا، وفى مثل هذا فإن مصر تحزن وتعلن الحداد، وتأمل أن تنهض الكويت من حزنها إلى مستقبلها، وتمارس دورها بين الأشقاء كحلقة وصل دومًا.

خسارة الشيخ صباح الأحمد فادحة، تنعاه القلوب حزنًا والعيون دمعًا، فهو الأب لكل كويتى، كانوا أولاده وإخوته، وكان يعاملهم بالحسنى وزيادة، فحصد الحب كله فى حياته، والحزن كله على رحيله، ويتطلعون بعد مواراة الجسد الطاهر الثرى الطاهر إلى مؤازرة ولى عهدهم، أميرهم المقبل، الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح، خير خلف لخير سلف.

صحيح الفقد عظيم، ولكن الشقيقة الكويت مستقرة بعزم شعبها، وولى العهد على العهد، وعلى الطريق المستقيم الذى خطّه الراحل الكبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإطْفَائِى يرحل مبتسمًا الإطْفَائِى يرحل مبتسمًا



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 00:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
  مصر اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon