بقلم : حمدي رزق
اغتبط الحادبون على سلام الكنيسة بلقاء جمع البابا تواضروس بالأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، بالمقر البابوى بالقاهرة؛ مساء الاثنين، وبحضور المبجلين الأنبا هدرا مطران أسوان وتوابعها، والأنبا إبرام مطران الفيوم، والأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، والأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى.
ما رشح عن اللقاء الأخوى لخصه بيان مطرانية مغاغة «التقينا مع غبطته واستقبلنا بكامل المحبة والأبوة، ونؤكد أننا لا نقبل أى إساءة للكنيسة أو لقداسته فهو أبونا كلنا وله كل احترام وتقدير».
نكتفى بهذا القدر من البيان، يقينًا ما بين قداسة البابا تواضروس، والمبجل الأنبا أغاثون أسقف مغاغة من صلة روحية، ما يكفى كنيستنا الوطنية شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، لعن الله الفتنة والعاملين عليها ومتبضعيها ومشيريها، وحفظ الله كنيستنا من كل مكروه، سلامة الكنيسة قوة للوطن.
قسمة شعب الكنيسة فريقين لا تخدم شعب الكنيسة، ولا تصب فى مصلحة الوطن، وبيانات التأييد للبابا فى مواجهة الأنبا أغاثون، ومثلها بيانات تأييد الأنبا أغاثون فى مواجهة البابا خطيئة لا تغتفر.
ما بين الحبرين المبجلين من أُخُوَّة يمحق الفتنة، ويئدها فى مهدها، والعتب البابوى على قدر المحبة، والأنبا أغاثون يحمل تقديرا شخصيا للبابا، فضلا عن أخوته التى يحترمها، ويبجله كما جسده بيان المطرانية.
إذن، من ذا الذى له مصلحة فى فتن الكنيسة، والإيقاع بين أساقفتها الكبار، والتنبيط على خلافات تأسيسًا على وجهات نظر تحتملها كنيسة بحجم الكنيسة المصرية، كنيسة جسد المسيح «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا». (1 كو 12: 27)
توقيًا لما يحاك ضد الكنيسة فى خفية، هناك من يتربص بالكنيسة الدوائر، راجعوا قنوات «رابعة الإرهابية»، لتستشعروا شرًا مستطيرًا، يستوجب التعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، «لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ». (غل 3: 28).
الكنيسة مش ناقصة فتن، فيها ما فيها، واستهداف البابا من خارج الكنيسة (إخوانا وسلفيين) يستوجب الالتفاف من شعب الكنيسة حول كنيستهم، وحول رمزها البابا تواضروس.
لافت للمراقب استحضار روح البابا شنودة العظيم فى كل خلاف، وقداسته، نيح الله روحه، لايزال ملهمًا لإخوتنا، ويومًا قال لى البابا تواضروس إنه جاء بعد بابا عظيم، ويُكن له كل المحبة، ويتأسى بحكمته.
خير خلف لخير سلف، البابا تواضروس لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، يكمل رسالة الكنيسة المصرية تأسيسًا على بناء رفعه آباء الكنيسة الأولون، وغنم منهم ثروة روحية عظيمة، وكنيسة ملء السمع والبصر، فلنجتهد فى استكمال بناء صرح وطنى مضاف إلى قوة الوطن.
خلاصته وكمحب لكنيسة الوطن، أتمنى بعد هذا اللقاء والبيان الطيب إيقاف هذا الجدل الإلكترونى الذى يهدد سلام الكنيسة. شعب الكنيسة ينظر إلى آباء الكنيسة بمحبة، ويحملكم أمانة عظيمة، الكنيسة أمانة، ويلزمكم أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَة إِلَىٰ أَهْلِهَا.