بقلم : حمدي رزق
«رهانى على الشعب أنه متفهم ومقدرين وتتحملوا ما يتم تنفيذه.. واللى بيتعمل بيتعمل بالمصريين.. هى الدولة حاجة وشعبها حاجة تانية.. الدولة والشعب حاجة واحدة.. وأنا رهانى على الناس.. والحمد لله رب العالمين.. خلال السنوات الماضية كان الرهان كسبان».
إن الله لا يَخذُل عَبدًا بكَى، عبدًا شكَا، عَبدًا حنَى رَأسه ثُمَّ دَعا، مَن يرمى حموله على الله يكسب الرهان.
مَن يصدق القول والعمل لا يخذله ربه، ومَن يراهن على شعب أصيل يكسب الرهان، شعب أريب يعرف مصلحته، ويفقه مستقبله، وعارف مَن يعمل بإخلاص لوجه الله، ومَن يعمل لوجه الشيطان.
شعب يفرق جيدًا بين رجل صالح يعمر، وبين شيطان طالح يخرب، خربوها قبلًا وقعدوا على تَلّها هازئين، فلما جاء مَن يصلح، يخرقون السفينة من تحت أقدامهم، فإذا ضرب على أيديهم خشية على السفينة فى لُجّة الموج العاتى، زعقوا يتنادَوْن على خرابها، يصدق على إخوان الشيطان ومَن والاهم قول المولى، عزَّ وجلَّ، فى كتابه الكريم: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ» (البقرة- 11).
لا يمرر الرئيس السيسى مناسبة إلا مفتتحًا كلمته شاكرًا الشعب المصرى، امتنانًا وعرفانًا بفضله وصبره وإخلاصه وثقته فى المستقبل، وهو يجاهد تحملًا لمصاعب الحياة بجَلَد الصابرين.
امتنان الرئيس من قبيل العرفان بالفضل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، وفعلًا لولا تضحيات هذا الشعب الصابر لما قامت لهذا البلد قيامة، كانت البلاد على شفا جرف هارٍ، شعب جبار من معدن نفيس، من سبيكة نادرة من الوفاء والإخلاص والصبر، وإذا قامت قيامته كان له ما أراد، إذا الشّعبُ يَوْمًا أرَادَ الْحَيَاةَ/ فلابدّ أن يستجيب القدَرْ.
الرئيس بكلماته، أمس، فى افتتاح مجمع «التكسير الهيدروجينى» فى مسطرد، يمسح على رأس كل مصرى صعبان عليه من مشقة الحياة، مُقبِّلًا جبينه، مُربِّتًا على الظهور المَحْنِيّة من قسوة مطالب الحياة، مُوصِيًا رئيس الحكومة باستمرار «معونة كورونا» حتى آخر العام، وتوسيع قاعدة المستفيدين فى القطاعات التى تضررت بفعل الجائحة حتى تتيسّر الأحوال، وتفعيل مبادرة البنك المركزى بمائة مليار جنيه لإعانة التجار والصناع وأصحاب الأعمال حتى لا نفقد فرصة عمل واحدة شعبنا فى أمَسّ الحاجة إليها.
أحسن الرئيس بإحسانه لمَن أحسنوا لهذا الوطن، شَتّان بين امتنان الرئيس وجفاء نفر من الذين لا يَرْعَوُون لعظمة الشعب المصرى، للأسف صارت بضاعة البعض من جلدتنا جَلْد الشعب المصرى، وكلما أمعنوا فى الجَلْد والاجتراء نالوا دولارات العار، للأسف سوّلت للبعض أنفسهم إهانة الشعب، ويَتَتَرّون فى وحل أنفسهم، وينصبون أنفسهم قيِّمين على شعب علّم الأقدمين.