توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحنا مش ناقصين لجان فاشية!

  مصر اليوم -

إحنا مش ناقصين لجان فاشية

بقلم - حمدي رزق

أحسن الفنان الكبير عادل إمام قولاً: «إحنا مش ناقصين لجان فاشية»، الفن رقيب على نفسه، والجمهور هو الحَكَم الوحيد، عنده حق، لجنة الأستاذ محمد فاضل مهما تجملت قولاً.. وصاية مرفوضة، وأى وصاية على الفن مرفوضة.

ما كان يتصور عقل أن يضطلع مخرج كبير بمهمة الرقابة على الفن، كنت أظنه من الرافضين، ولكنه قبِل أن يكون محتسباً جديداً، وكأن المشرحة ناقصة رقباء، كفاية على الفن وأهله «جماعة النهى عن الإبداع»، التى تجول فى الطرقات كالعسس فى المدينة تبحث عن مشهد هنا أو لقطة هناك لتعلق الفنانين على أعواد المشانق، تكفيراً وتفسيقاً وإبلاغاً بتهم ما أُنزل بها من سلطان.

اضطلاع المخرج الكبير محمد فاضل، وله فى النفس معزة، بهذه المهمة يخصم من تاريخه، ويُرسِّمه رقيباً، متى كان الفنان رقيباً، ومتى تخلى الفنان عن إبداعه لصالح الرقيب؟.. فليرفضها أهل الفن جميعاً ويقاطعوها، وإلا سقطوا فى حبائل الرقابة، يومها لن يكون هناك إبداع ولكن تعليب معلب فى علب لا تسد جوعة الفن إلى الحرية، الفنان كالطائر فى السماء يغنى للنور، ويصمت تماماً إذا سجنته فى القفص لتتمتع بألوانه الزاهية وهو يبكى كسيراً حزيناً.

مثل هذه اللجنة التى وصفها الفنان الكبير عادل إمام بـ«الفاشية»، ويراها «فاضل» إسهاماً إيجابياً فى تطوير الدراما، إساءة لا تُغتفر لتاريخ تليد من حرية الإبداع، دوماً كانت الدولة فى جانب الفن فى مواجهة «طيور الظلام»، كيف تقف لجنة منسوبة إلى الدولة المصرية فى الظلام الدامس تنقب عن جملة فى حوار أو مشهد فى سيناريو أو فكرة منيرة، فكّرونى بأيام السينما النظيفة، المعقمة، سموها حينئذ «سينما العائلات».. مثل «كشرى العائلات» بدون تقلية.

ما هذا الذى نسمعه فى الجوار؟.. عجيب ما يجرى هذه الأيام، مَن ذا الذى يتفنن فى افتكاس العكوسات؟.. الدراما فى حاجة ماسة إلى الدعم الرسمى إنتاجاً، الدراما تترجى الله فى الحرية، الدراما أصلاً ليست فى خير حال، مش ناقصة رقابة، ثم هناك الرقابة على المصنفات الفنية، ما موقع لجنة «فاضل» من الإعراب، الأستاذ «فاضل» ينفى كونها رقابة، فماذا نسميها؟.. إن الرقابة تشابهت علينا.

خلصنا من «المحتسبين الجدد»، الذين يمطرون الفكر والفن والإبداع بالبلاغات العقورة، فنخبط فى حائط رقابى يبنيه الفنانون من حول أنفسهم، يحاصرون أنفسهم، بالذمة هل يتصور عقل أن فناناً بحجم عادل إمام ينتظر موافقة الرقيب على مشهد يؤديه بضمير الفنان؟!!!..

وهل يتوقع أن يذهب سيناريست بحجم الكبير وحيد حامد بمشروعه إلى «فاضل» ليوقع فى نهاية كل صفحة بعلامة صح بقلمه الأحمر، أو يضع خطوطاً حمراء تحت مفردة فى النص، وعلى الأستاذ «وحيد» أن يستبدلها من فوره؟!!!!.

بالله عليكم، ما هذا الذى يحدث فى مصر، مَن سنَّ هذه اللجنة لا يرعوى لمعنى حرية الإبداع، هل كان الأستاذ «فاضل» يقبلها على عمله؟.. أشك.

معذرة، لا أتفق مع الأستاذ «عادل» فى أنها- أى اللجنة- «كلام فارغ»، بل «كلام خطير»، هناك روح شريرة تتلبس الحالة المصرية تحت رهاب مزعوم من خطورة الحريات على النظام العام والسلم المجتمعى حتى لو كان المعروض فيلماً أو مسلسلاً أو أمسية ثقافية، ضميرياً لا يمكن التسامح مع هذا الحكى الغريب الذى باتت تلوكه الألسنة، ما هذا يا سادة الذى يحدث باسم الفضيلة؟.. الله يرحم أبلة فضيلة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحنا مش ناقصين لجان فاشية إحنا مش ناقصين لجان فاشية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon