بقلم : حمدي رزق
غالية قوى دموع النجم الخلوق يحيى خالد، خطفت قلوب المصريين، وبلسم تغريدة الرئيس السيسي «قدموا لنا مثالًا رائعًا على الأداء البطولى وروح القوة حتى آخر لحظة من المباراة.. شكرًا لكم». أبطال المنتخب الوطنى لكرة اليد لم يقصروا، ولم يبخلوا بحبة عرق، ولم يستسلموا طوال ماراثون عصيب أمام فريق الدنمارك الرهيب، بطل العالم، وحتى آخر رمية جزائية كانت القلوب تخفق بحب مصر.
منتخب الفراعنة فاز باحترام عالم كرة اليد، مصنف بين عظماء اللعبة، مصر تمتلك فريقًا واعدًا طموحًا يمتلك شجاعة فى مواجهة الكبار، وحجز لنفسه مكانًا مميزًا بين العظماء الثمانية، خرج من الدور ربع النهائى بعد مباراة صُنفت الأصعب، لم تفصح عن أسرارها إلا فى الثانية الأخيرة، لتوجع قلوب المصريين، وتستجلب دموع الأبطال الذين تسرب الحلم الكبير من بين أيديهم القوية، دموع النجم على زين أغرقت الشاشات.
لولا كورونا اللعينة لامتلأت الصالة المغطاة عن آخرها بالشباب المصرى، كورونا حرمت منتخب مصر الوطنى من امتياز صاحب الأرض والجمهور، وبالسوابق حناجر الجمهور المصرى تهز جبالًا، لعب الفريق ناقص اللاعب رقم (١)، وهو لاعب ثقيل الوزن، يرجح كفة الفريق فى مواجهات الكبار.
يقينًا كسبنا فريقًا عظيمًا، عظمته فى احترافيته وحرفنته، واستبساله، وكفاحه، ونضاله على كل كرة، وإن جانبنا التوفيق فى آخر ثانية، فإن التوفيق كان حليفًا لنا فى تكوين هذا الفريق الواعد استعدادًا لأوليمبياد طوكيو الصيفية، وسيواجه مجددًا الكبار بعد أن اشتد عوده ونضج شبابه، وزادت خبراته، وتلافى الهنات التى كلفته أهدافًا قاتلة ما كان لها محل من الإعراب سوى نقص الخبرات لدى فريق شاب واعد.
كما يقولون ضاع الحلم، حلم الوصول إلى المربع الذهبى وصولًا إلى منصة التتويج، وبقى العلم يرفرف فوق المحروسة التى احتضنت قمة العالم فى كرة اليد فى ظل جائحة كورونا، وأعتى الدول تعتذر وتتملص من التزاماتها الرياضية الدولية خشية العدوى، ولكن مصر التى وفرت كبسولات طبية راقية هيأت للعالم مناسبة رياضية هى الأرقى، والأكثر مشاركة، ٣٢ فريقًا بكامل أطقمها التدريبية والإدارية فى ضيافة كريمة، يحكى عن دقتها وفاعليتها وقدرتها على استيعاب مثل هذه البطولات العالمية، وإن لم نكن من الأربعة الكبار جدًا، العظماء الأربعة، فنحن فعليًا من العظماء الثمانية، وهذا كافٍ ومُرضٍ فى تلك المرحلة التى نصنع فيها فريقًا للمستقبل يحمل حلمًا وعلمًا، وينشد النشيد، ولك حبى وفؤادى.