توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحنا آسفين يا راشفورد!

  مصر اليوم -

إحنا آسفين يا راشفورد

بقلم:حمدي رزق

على طريقة «إحنا آسفين يا صلاح»، إحنا آسفين يا راشفورد، جد آسفون، لا مؤاخذة يا نجم، طق حنك، كلام ساكت، غشم كروى بعيد عنك، كفاية إنذار أصفر على يد محضر، تعويض إيه اللى انت جاىّ تقول عليه؟، إحنا بنكمل عشانا نوم!.

تحركت كتيبة الدفاع عن «راشفورد»، مهاجم مانشستر يونايتد، ضد الشاب من «أبوحماد»، بحسب عريضة الاتهام، حيث تحمل تهمًا جسامًا. تهديد وتنمر وعنصرية وووو.

بعيدًا عن الملابسات، واتهامات «راشفورد» ودفاع الطالب عن نفسه بجرأة يُحسد عليها، ولطالما القضية في القضاء، ليس من الحكمة الحطّ على دماغ الطالب، ولا التهوين من حقوق «راشفورد»، خلينا خارج الخطوط.

بعيدًا تمامًا، ولا صلة بالقضية ولا بملابساتها من بعيد ولا قريب، الدرس الفضاء ليس فضاء، وحذارِ من استباحة البشر عبر الفضاء الإلكترونى، تحت مظنة حرية الرأى والتعبير.. وغيره من المصطلحات التي استُبيحت تحت مزاعم يوتيوبرية فاقعة.

حذارِ، العالم صغير، أصغر من القرية التي يسكنها الشاب الذي ساء حظه العاثر أن يطالع «راشفورد» أو الشركة التي تدير حساباته الإلكترونية. رشقته الإلكترونية أصابت «راشفورد» في رأسه، فقرر رد الاعتداء بالقانون.

لا تتخيل أيها المُغرد أنك في مأمن، ولا تزعم أيها المُفسفس شجاعة على الكيبورد، وتحَسّس موضع صباعك، وزِن كلماتك، فكل لفظ عليه رقيب إلكترونى عتيد.

والدرس أيضًا من ممارسة «راشفورد» عدم التساهل مع الهجمات الإلكترونية. الذئاب المنفردة، عقورة، متلمظة، تنهش السمعة، ولا ترعوى لقانون، وشهدنا طوال السنوات الماضية فصولًا مأساوية من القصف المُركَّز على شخوص بعينها، بلغت حد السب والقذف، وتَتَرّت إلى وحل المُلاسَنات، والاتهامات الجزافية مُطلقة السراح عبر حسابات إلكترونية وهمية.

«راشفورد» لم يصمت على ما ظَنّه إهانة، ولا بلع ما حسبه استهانة، ولا تسامَح مع ما تَصَوّره عنصرية فجّة بين سطور هائمة في الفضاء الإلكترونى كتبها شاب مجهول في قرية لا تكاد تظهر على برنامج «جوجل إيرث». «راشفورد» لا يعرف مَن هذا الذي قذفه، ولكنه أصر على تعقبه مهما كلفه الأمر.

لو تمسك كل ضحية إلكترونية بحقوقه القانونية لقُطعت الألسنة التي طالت واستطالت نهشًا في الأعراض، وللزم كلٌّ حدوده المرعية. آخر الدواء الكىّ على الأيدى التي تعبث على الكيبورد.

بعيدًا تمامًا عن قضية «راشفورد»، التي نتمناها بردًا وسلامًا على الشاب من أبوحماد، يحضرنى بيت شعر بليغ لطيب الذكر، الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور: «لا أدرى كيف ترعرع في وادينا ال طيب هذا القدر من السَّفَلة والأوغاد؟».

جد أتساءل- لست متساهلًا: متى انفجرت ماسورة الصرف الصحى في الفضاء الإلكترونى هكذا لتُغرق ثيابنا بهذا الكم من السخام؟!.

إلا مَن رحم ربى، الكل كليلة تحت طائلة القصف الإلكترونى. الذباب الإلكترونى، اسم الدلع للكتائب الإلكترونية التي اخترعتها الجماعة الإرهابية، ملأت وحداته الفضاء الإلكترونى طنينًا، وتكاثرت سرطانيًّا، واستجلبت ذبابًا مُهجَّنًا. الذباب الأزرق الشهير الذي كان نادرًا صار ملونًا، أحمر وأسود وأصفر، والأحمر دموى، والأسود إرهابى، والأصفر حاقد، يفكّرك بقاسم السِّمَّاوى.

جرِّب على مُحرِّك البحث عن اسمك المُجرَّد، ستنفجر ماسورة المجارى تُغرقك حتى تستغيث وتقول: يا مغيث. «راشفورد» لم يصمت، وهذا حقه، ولكن غيره يصمت على مضض خشية البهدلة الإلكترونية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحنا آسفين يا راشفورد إحنا آسفين يا راشفورد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon