بقلم - حمدي رزق
منيت على مكتب الإمام الأكبر، الدكتور الطيب أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن يصدر بيانا يوضح حقيقة برنامجه «المزعوم» من قبل قناة «المودة» السلفية يوميا فى رمضان، فتلقيت على «الواتساب» رسالة إلكترونية (أظنها خاصة) من الصديق «أحمد الصاوى»، رئيس تحرير صحيفة «صوت الأزهر» تحمل توضيحا، مستوجبا نشره، باعتباره ردا، وحق الرد مكفول.
نصا قال الصاوى: «بمجرد أن شاهدنا إعلانات هذه القناة تم التواصل معهم، وتم حذف كل صور فضيلة شيخ الأزهر من صفحاتهم، ووقف كافة البروموهات عن البرنامج.. والامتناع عن بث أى حلقات منه».
ويلتمس الصاوى لهم عذرا: «كانوا يعتقدون أن برنامج الإمام، كونه يتم إهداؤه للقنوات، أنه مشاع يمكن إعادة عرضه فى أى وقت، ودون الحاجة لأى إذن».
ويزيدنا الصاوى تأكيدا على ما سبق أن نشرناه: «وقد سألت عن القناة فوجدتها مرخصة، ولديها استوديوهات مرخصة، وليس الأزهر طبعا من يمنح هذه التراخيص».
الشكر واجب للصاوى، وكنت أرجوه بيانا أزهريا رسميا لفضح اجتراء هؤلاء السلفيين الذين يستحلون صورة الإمام، وبرامج الإمام، فى إيحاء مفضوح بأنهم مرض عنهم من الإمام الأكبر لدرجة موافقته على عرض برنامجه القيم على قناتهم السلفية، كما أسلفنا، محاولة حثيثة للتسلل السلفى تسترا بصورة الإمام.
كنت أرجوه بيانا حاسما لوقفهم عند حدود المشيخة، هؤلاء لا يستحقون هذا الحنو الازهرى، إنهم يبضعون صورة الإمام استباحة، ويتخفون بأهدافهم الخفية فى عباءته الأزهرية.. وهم أَلَدُّ الْخِصَامِ.
رسالة الصاوى كاشفة عن منهج الاستباحة الذى تنتهجه مثل هذه القنوات التى تستهدف عقول المصريين من خارج الحدود، تفكرك قبل عقدين من الزمان بالصحف القبرصية والبريطانية التى تتحصل على تراخيص أجنبية وتصدر داخل الحدود المصرية.
للعلم هذه الصحف الأجنبية كانت تحت رقابة إدارة المطبوعات الوطنية، والسؤال: لمن تخضع مثل هذه القنوات مصريا، وهل تمت مراجعة رأسمالها، والمساهمين وسجلاتهم وملفاتهم الضرييبة، ونظافة أموالهم، وعلاقتهم بالتنظيمات المحظورة مصريا، وعربيا، ودوليا، وأسماء إداراتها المتنفذين، وملفاتهم الأمنية، وسوابقهم تجاه الدولة المصرية.
الصاوى بذكاء يصيغ السؤال معكوسا: «وليس الأزهر طبعا من يمنح هذه التراخيص؟».
معلوم، وهذا صحيح تمامًا، الأزهر لا يصدر تراخيص للسلفية، والسؤال: من منح هؤلاء التراخيص بالبث على الأراضى المصرية، ومن يراقب محتوى هذه القنوات تجاه محددات الأمن القومى، وموجبات السلام الاجتماعى؟!.
أخشى مثل هذه القنوات بوجوهها الظاهرة فى البروموهات الترويجية تشكل تهديدا للوحدة الوطنية، ولمدنية الدولة المصرية.. بالسوابق يعرفون، وبالتعريف قناة دينية تعبر عن تيارات خصما للدولة المصرية، وتستهدف إحياء السلفية بعد قبرها بثورة ٣٠ يونيو.
وتاليا ما علاقة هذه القناة بحزب النور السلفى الذى تحصل على رخصته الحزبية فى غفوة وطنية لم نستيقظ منها بعد، هل القناة الذراع الإعلامية للحزب تبث من خارج الحدود احتيالا على قرارات منع القنوات والفضائيات الدينية، وهل يتحمل المجتمع المصرى، الذى يتعافى من نكبته الإخوانية، مثل هذه نكبة سلفية ذات أفكار ماضوية ظلامية.. مصنفة ضد مدنية الدولة المصرية؟!.