توقيت القاهرة المحلي 09:53:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموت فى زمن كورونا

  مصر اليوم -

الموت فى زمن كورونا

بقلم : حمدي رزق

فى واقعة تدمى القلوب، شهد مستشفى كفر الدوار بالبحيرة، والذى خصص للحجر الصحى للمصابين بفيروس كورونا، رفض أهالى أحد المتوفين بسبب فيروس كورونا تسلم جثته رغم بقائها داخل مشرحة المستشفى لمدة أكثر من 10 أيام خوفا من العدوى، والأكثر حزنًا وألمًا أن تتواصل إدارة المستشفى مع أهل المتوفى أكثر من مرة لتسلم جثته، ولكن دون جدوى، مما اضطرها إلى إبلاغ النيابة العامة، التى قررت التصريح بدفن الجثة بمقابر الصدقة (اليوم السابع).

«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِى كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً.. » (البقرة / 74).. الموت فى زمن كورونا كاشف لقسوة القلوب، أشد قسوة، الخوف يعمل أكتر من كده، الخوف موتُ قد يمتدّ مدى الحياة، هذه العائلة ماتت إنسانيا وهى على قيد الحياة، ومهما أحيت لياليها فهى ميتة مدى الحياة.

وقال ابن القيم: «ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله»، وخلقت النار لإذابة القلوب القاسية، وأبعد القلوب من الله القلب القاسى.

ما بال هؤلاء، ماذا دهاكم، أقست قلوبكم، أفى صدوركم قلوب أم حجارة، حتى الحجارة يتفجر منها الأنهار، وأن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، مالكم ألا تخشون يوما موعودا؟!

قرار رحيم من قلب رئيس نيابة رحيم، وارى الجثمان فى مقابر الصدقة، ياااه حكمة الله تتجسد مجددا «فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِى سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ» (المائدة/ 31).

عجيب أمرهم، لا أستثنى منهم متعلما أو جاهلا، كيف هانت عليكم جثتكم فى الثلاجة، كيف تنكرتم لابنكم مسجى، كيف صمتم عن دفنه فى مقبرة عليها اسم العائلة؟! العدوى من الأحياء شائِعة، من الأموات لم يتثبت منها مادامت اتخذت الاحترازات الوقائية، يتكفل المستشفى بكل الاحتياطيات، حسب البروتوكولات المتبعة.

وفصل الخطاب قول حكيم «حسبما تهيئ فراشك يكون رقادك.. »، ودينيا حبذا فى الفضل تقديم الأرحام على غيرهم لقوله تعالى «وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ». (الأنفال / 75)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموت فى زمن كورونا الموت فى زمن كورونا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon