توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحيل من قال «لا» في وجه من قالوا «نعم»

  مصر اليوم -

رحيل من قال «لا» في وجه من قالوا «نعم»

بقلم : حمدي رزق

وبالدمع جودى يا عين، رحل البدرى فرغلى وترك فينا حزنًا شفيفًا، رحل الجدع، الشهم، ابن البلد، ابن مصر البار.

رحل من وسعت حصيرته البسيطة بسطاء مصر جميعًا، حبيب الغلابة، نصير الضعفاء، الرجل الذى قال «لا» فى وجه من قالوا «نعم».

عمى البدرى نموذج إنسانى نادر المثال، تراه فقط فى أفلام ومسلسلات الحارة الشعبية، من عينة زينهم السماحى فى «ليالى الحلمية»، الشهامة عنوان.

لا تراه إلا متلفعًا بعلم مصر، حتى رحل وجثمانه ملفوف بعلم مصر، علم مصر رمز العزة والكرامة والكبرياء الوطنى، عاش البدرى يحلم بمصر التى فى خاطره وفى دمه، وكما قال طيب الذكر أحمد رامى:

مصر التى فى خاطرى وفى فمى

أحبها من كل روحى ودمى

مصر التى فى خاطرى وفى فمى

احبها من كل روحى ودمى

مات ونفسه ومُنى عينيه (التى كلت من الحزن) يرى مصر كما حلم بها من وراء نظارته السوداء.. عظيمة يا مصر.

لم يرهن مواطن مصرى حياته هكذا دفاعًا عن طبقة الضعفاء مثلما رهنها البدرى محبة وإيمانًا بالحق فى حياة كريمة، وناضل بكل عزم وتصميم على استرداد حقوق أصحاب المعاشات، ومن على القهوة كان يجأر بصوته فى مواجهة أعتى الحكومات، بمفرده وقف طودًا شامخًا، لم يأبه بالعواقب ما ظهر منها وما بطن.

باطه والسماء، وشعاره المرفوع، إيش ياخد الريح من البلاط، وإحنا على البلاطة، عاوزين البلاطة ياخدوها.. هنقعد على التراب، ونُدفن فى التراب، بس لما يحين القضاء هندخل القبر وريحتنا حلوة تحت التراب.. عبق الجنة إن شاء الله.

كل محب يحمل فى قلبه نبضه حلوة للبدرى، ويعرف طوب الأرض، ويعرفه الناس جميعًا بالفكاهة، وبحس ساخر، يسخر من ألمه وحزنه، وإذا استبشر فرح، وإذا فرح قهقه فى وجه الزمان الصعيب، وعندما كلَّ بصره لم يرهن إرادته بالشوف، الشوف عند البدرى مش نظر، الشوف وجهة نظر.

دفء قلب البدرى فى صقيع الأيام من جوه، من روحه الطيبة، من لمّة الطيبين من حول مقعده على القهوة، البدرى شعبوى بامتياز، وصوت جهورى فى الحق الذى يعتقده، ولا يهاب سوى الحق، والحق عنده أحق أن يُتبع.

رثاء البدرى ليس من قبيل كف عزاء، ولكنه وداع يليق بالفرسان، لو كانت مصر معبدًا لكان فى مقدمة فرسان المعبد.. سلامًا حتى نلتقى، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، ولا نقول إلا ما يُرضى ربنا، وقولًا كريمًا مثلما قال الكريم، صلى الله عليه وسلم، فى وداع فلذة كبده إبراهيم: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل من قال «لا» في وجه من قالوا «نعم» رحيل من قال «لا» في وجه من قالوا «نعم»



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon