توقيت القاهرة المحلي 12:10:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الْغُرَاب النُّوحِي!

  مصر اليوم -

الْغُرَاب النُّوحِي

بقلم : حمدي رزق

الغراب والجمع غِرْبَان، من الطيور ينتمى إلى فصيلة الغرابيات، تتعدد أنواعه وأشكاله وفصائله، وإن غلب عليه اللون الأسود الذى يطلق عليه «الْغُرَاب النُّوحِىّ».

يتميز الْغُرَاب النُّوحِىّ، بحدة صوته الذى جعل الناس تتشاءم من رؤيته أو سماع صوته إضافة إلى لونه الأسود القاتم.. يحوم فى دوائر حول الأحزان وكأنه ينوح على الميت!

ومن الناس غِرْبَان، يتأبطون شرًا، ويعتملون ثأرا، وقلوبهم سوداء، أسود من لون صخور البازلت، موتورون من كل الناس، أحياء وأمواتا، حتى كلمة «الله يرحمه» فى إثر الميت يضنون بها ترحما بل يستتبعونها بأذى، فعلا الأذية طبع أسود.

فى زمن الوباء الأسود، الناس تترحم على موتاها، إلا هذا الكظيم، تقول له قول كريم من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ»، يرد متنطعا «ماكانش له حسنات»، تقول ترحم عليه، الرحمة تجوز، يرد متنطعا الله يجحمه راح مطرح ما راح!.

بالمناسبة ترحمك عليه يا هذا لن يفرق معاه فى الآخرة، ولن يدخله الجنة، ولا تعنتك سيزج به فى النار، فقط كف أذاك، بخلت على الميت بالرحمة، حنانيك لا تتطوع بطلب الجحيم، حد ضامن عمره، ترحموا على الموتى يترحم عليكم الأحياء، تخليص الثأرات من الأموات فى القبور خلق دميم.

ميبقاش على المداود غير شر البشر، ربنا رزقنا ببشر ما هو بشر، جلمود صخر، لا تهزهم الجائحة، ولا يرعوون للموت، الموت مبقاش له جلال يا جدع، ولا يزعجهم الفقد، ولا يتعظون، يظنون أنهم مخلدون، يشيعون هواء فاسد فى الأجواء.

الناس الطيبة تترحم وتذكر الحسنات، وناس شريرة تتلمظ، الموت فرصة تسنح لاستخراج صديد نفسانى متحوصل فى أعماق نفس مريضة، يبخ فى وجه البشر سخام أسود، والناس مجروحة وتعبانة، ومتلهفة على كلمة طيبة ترد الروح المتعبة.

عجبا، يغتبط اللئيم فى المصاب الأليم، ينتشى فى مواكب الحزن، يسارع بالتويت والتغريد ليحجز مكانا فى سباق الشامتين، عقور لا يحتمل تعزية طيبة، ولا دعوة بالرحمة، يدخل بفأسه يحفر قبرا موقدا، وهات يا تقطيع فى كفن الميت، يعريه من الطيبات، ويلقى عليه من السيئات، الناس تعزى، وعديم الرحمة يقطع فى الجثمان بالسكين، ويتنطع مستهجنا الترحم على المرحوم، لا بيترحم ولا بيسيب رحمة ربنا تتنزل على العباد..

من أعراض الوباء الفيروسى ظهور الوباء البشرى، جراد أسود متصحر من جوه، صنف من البشر خلوا من المادة الخام للإنسانية، هم وقود الكراهية المشتعلة فى الفضاء الإلكترونى، قست قلوبهم، فصارت كالحجارة أو أشد قسوة، لا يهزهم الموت، ولا يخشعون، ولا يختشون، ولا يهجعون، مثل الغِرْبَان ومنهم الْغُرَاب النُّوحِىّ.. البلد ابتليت بالغربان السود!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الْغُرَاب النُّوحِي الْغُرَاب النُّوحِي



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon