توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعض من الإحساس

  مصر اليوم -

بعض من الإحساس

بقلم : حمدي رزق

يا أخى.. الإحساس نعمة، والإحساس بالآخرين ذروة النعم، وقال الحكيم: «أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا/ لولا الشعور الناس كانوا كالدمى».. ولا يكفى أن تساعد الضعيف بل ينبغى أن تدعمه، وتمكنه من أن يتحصل على نصيبه من الحياة، (من التمكين). تخيل رئيس الجمهورية فى لجة موج سياسى عاتٍ يضرب شواطئ المنطقة، ويهدد الحدود، ومخططات ومؤامرات وإخوان وجائحة وهلمّ جرا من مسؤوليات جسام تثقل الكاهل وتقسم الوسط ويبيض من هولها شعر الرؤوس.

الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لحظة إنسانية نادرة يفكر فى سيدة مصرية بسيطة ملتزمة بعملها، ماذا تفعل فى ظرف عام دراسى سيكون الأطفال فى البيت يتعاطون دروسهم عبر الإنترنت، وهى فى شغل عنهم، طلب الرئيس السيسى دراسة هذه الحالة، وتوجيه إنسانى بمراعاة هذه المستجدات!. تعجب من لفتة الرئيس، وكيف بلغ به الإحساس الرحيم بالأمهات العاملات، يقينًا نحن أمام حالة إنسانية يجسدها الرئيس فى عطفته الطيبة على أخواته العاملات، الرئيس يتعاطى وفق قاعدة مصكوكة، شعب لم يجد من يحنو عليه، والحنو «مش كلام وفنجرة بق» ولكنه الإحساس بمتاعب الآخرين، والتخفيف عنهم، ومراعاة ظروفهم، الإحساس فعلاً نعمة.

وطلب الرئيس من رئيس الوزراء وضع خطة سريعة لحل مشكلة السيدات العاملات بتنظيم ساعات عملهن لتناسب وضع الأبناء فى سياق عام دراسى استثنائى، فعل إنسانى راقٍ من إنسان طيب فعلًا وقولًا.

الرئيس (كإنسان) يضرب مثلا لكل مسؤول فى موقعه، الإحساس بأحوال من هم تحت قيادته، يحنو عليهم، ويتفقدهم، ويعمل على راحتهم، ويراعى ظروفهم، ويطبطب عليهم، ويربت على ظهورهم المحنية من شدة التعب، الناس تعبانة، وفى أمس الحاجة لكلمة حلوة، لطبطبة.

أن تحس بالناس، هذا من حسن إيمان المرء.. «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران/ 159).

وأمرنا الله بالإحسان والإحساس فقال: «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا» (البقرة/ 83).

الإحساس بالناس ليس من قبيل التعطف، ولكنه واجب مستوجب، شرعيًا (دينيًا) وأخلاقيًا (إنسانيًا)، ووظيفيًا (اللوائح تنظم العلاقات النموذجية بين المتعاملين، ليس فيها صلف ولا تجبر ولا تنكيل).. لماذا تغيب مثل هذه العطفة الإنسانية عن العلاقات الوظيفية، لماذا يشيع التنكيل، لماذا التسيد البغيض، واختفاء الرحمة فى المعاملات والميل للإهانة والانتقام والثأرية والتجبر على خلق الله؟!.. فعلا الإحساس نعمة، ومَن يكرهها يعمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض من الإحساس بعض من الإحساس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon