بقلم : حمدي رزق
قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد ظهر الجمعة، بجولة تفقدية لعدد من مشروعات تطوير القاهرة الكبرى وما تتضمنه من شبكة طرق ومحاور وكبارى جديدة، وكذلك مشروع تطوير منطقة مصر القديمة والسيدة عائشة، ومنطقة محور الحضارات. يفاجئك الرئيس عبدالفتاح السيسى، كل جمعة، بجولة ميدانية مهمة، الرئيس كعادته لا يركن للتقارير المرفوعة من مواقع العمل، يفضل اختبار التقارير على الأرض، وفى المواقع وبين المهندسين والعمال والفنيين، بين الناس، وعادة فى الطريق يصادف نفرًا من الطيبين. فرصة تسنح أسبوعيًا للقاء حميمى مع الشارع، يتحسّس نبض الشارع، ويصيخ السمع لشكاوى المصرى الفصيح، السيسى مفطور على النشاط، ويؤمن ببركة البكور..
جولة الرئيس فى أحياء مصر القديمة والسيدة عائشة ومنطقة محور الحضارات مهمة، فهذه المنطقة لم يصادفها إعمار، ولم تمتد إليها يد، وخاصمتها التنمية طويلًا، وغرقت فى الفوضى، وتكدست مروريًا، وباتت مشكلة عويصة، اقتحام المشاكل المزمنة يوفر حلًا، والمناطق ذات الكثافات السكانية والمرورية تتطلب جراحات هندسية يتابعها الرئيس بنفسه وعلى الأرض. الاهتمام الرئاسى لا ينصرف إلى الأحياء الراقية شرقًا وغربًا، ونقلها نقلة نوعية، بل إلى الجنوب الفقير، إلى الأحياء الشعبية، سكان هذه الأحياء العريقة كانوا فى طى النسيان، اختنقت هذه الأحياء دون جراحات توسعة شرايين الحياة.
الرئيس يُجيد اختيار جولاته الأسبوعية، مُخطَّطة جيدًا، ليست جولات استعراضية، بل مراجعة ضرورية لمعدلات الإنجاز، ليس لدينا رفاهية الوقت، ولا المال، تأخرنا طويلًا، وتعويض ما فات زمنيًا، واختصار المسافات، مصر تعدو لا تمشى الهوينا، قفزات متلاحقة، وأنفاس لاهثة، وعرق ينداح على الجباه. الجولات الرئاسية تعطى نفَسًا إضافيًا، من قبيل المحفزات التى تصنع المعجزات. كل فجر جمعة هناك جولة رئاسية فى مواقع العمل والإنتاج، والمواقع الشرطية والعسكرية، جولة الأسبوع قبل الماضى كانت فى كلية الشرطة، دفعة معنوية للشباب الذى يكد ويتعب فى التدريبات، مقاتلى المستقبل.
لو انتبه الوزراء والمحافظون ورؤساء الأحياء إلى المعنى الظاهر جليًا لاستدامة الجولات الرئاسية أسبوعيًا، لَتَأَسَّوْا بالرئيس، لا يكتمل عمل دون رقابة لصيقة، ومراجعات، وتذليل عقبات، المسؤول مكانه بين رجاله، لا يتمترس فى مكتبه منتظرًا التقارير المكتوبة، لا تفى بالمطلوب، لا تعبر عن واقع، عما يجرى على الأرض. دون مثل هذه المتابعات اللصيقة نهدر وقتًا لا نملكه، وإمكانات نحن فى حاجة ماسّة إليها، الإنجاز المطلوب ضخم، ويستوجب الاحتشاد الوطنى، إيد على إيد تساعد. الرئيس يتحرك من أعلى، ويستوجب التحرك فى الطبقات من أعلى لأسفل حتى تتحرك الماكينة الوطنية بطاقتها الكاملة، الرئيس يتفقد أسبوعيًا وعلى كبار المسؤولين التحرك يوميًا لإحداث التراكم المطلوب إثباته، خلية النحل أو القفير لا مكان فيها لمتبطل أو عاطل أو عديم المسؤولية.