توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بوز جزمة سيادتك بيدل على أنوثة طاغية»!

  مصر اليوم -

«بوز جزمة سيادتك بيدل على أنوثة طاغية»

بقلم - حمدي رزق

أصدر الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة تعليماته لمسؤولى المديريات على مستوى الجمهورية، بضرورة مراعاة التزام عموم الموظفين والقيادات بارتداء الملابس فى إطار الوقار والاحتشام، وحدد مواصفة الوقار للرجل من عموم الموظفين (غير القياديين) بارتداء الملابس الرسمية الأفرنجية، وهى البنطلونات والقمصان أو التيشرتات، أيًا كانت الألوان، ويحظر على الموظفات ارتداء ملابس ضيقة أو مجسمة أو شفافة أو عارية أو قصيرة أو أحذية ذات كعوب عالية، وعدا ذلك لهن مطلق الحرية فى ارتداء ما يحلو لهن طالما فى إطار الحشمة.

فعلاً إنها حكومة محترمة، حكومة وقورة، محتشمة، الحكومة الشكلانية حددت المواصفات، أظنها مهضومة إلا حكاية الكعب العالى، محظور تماماً، نسى الجهبذ الذى حدد مواصفة الاحتشام أن يحدد ارتفاع الكعب عن الأرض، كم سنتيمترا، وهل يخضع علو الكعب لتقدير الرئيس المباشر، وإذا ما ارتأى المسؤول كعباً عالياً، هل يكتفى بلفت النظر، وفى حالة العود هل يعاقب الموظفة بخلع الأحذية والمشى حافية على جسر الذهب!.

ماله الكعب العالى، إيه كمية العقد التى أصابت متنفذى الجهاز الوظيفى، عقدة مزمنة من أيام فيلم «مطاردة غرامية»، مداام.. بوز جزمة سيادتك بيدل على أنوثة طاغية، أقصد كعب جزمة سيادتك، الله يرحمه الصوت الشارخ «محمد رشدى» وهو يتغنى بكعب الغزال يا متحنى، معلوم حكومتنا السنية ملتزمة بقواعد الوقار والحشمة، وهذا يصلح تفسيراً لغياب الأغنية الراقصة عن الشاشات الفضائية، أخشى أن تعميماً حكومياً بمنع إذاعة هذه الأغنية المخالفة للمواصفات الوظيفية وقاراً وحشمة، والوقار من الأدب وليس من السمك!.

كعب عالٍ، هو فين، آخر مرة شفت كعب عالى قبل أن يبيض الشعر ويبيض الديك، الموظفة أصلا «متكحرتة» تشترى جوز جزم من السنة للسنة، للخروج والدخول وللشغل، ليس فى مكنتها شراء جوزين جزم، مفروض يتم صرف بدل حشمة لعموم الموظفين، بدلة وجوز كرفتات غامقة للموظف، وجوز جزم أسود مغطى منخفض حتى يلامس الأسفلت، وبمواصفة لا تسمح بأى اهتزازات ترعش القلوب.. أنا شايف الأرض بتتمرجح تحت الخلخال.. متبطل تمشى بحنيه.. لا يقوم زلزال..

شكلانية التعليمات الأخيرة التى انفرد بها موقع «الدستور» الإلكترونى مثيرة للخيال، يبدو أن دواوين الحكومة صارت مستهدفة من جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التى استوطنت جهاز التنظيم والإدارة، ونحن عنها غافلون، لا أعرف مَن هذا العبقرى المنشغل تماما بالملزق والمحزق والقصير والعالى كعباً والعارى والمكشوف، حكومة محجبة وتتحجب، سيكتب على باب رئيس المصلحة «ممنوع دخول السافرات».

شخصياً لو أنا موظف لارتديت ما شئت وشاء لى الهوى إن شاء الله شورت ساخن فى برد طوبة، وكما أن هناك حرية تامة ومحببة للمحجبات والمنتقبات تفضيلاً، لماذا التضييق على السافرات؟. أشم رائحة سلفية وراء التعليمات الصادرة خفية من قيادة الجهاز؟.

لماذا ينشغل جهاز بيروقراطى عتيق بلباس عموم الموظفين ويغض البصر عن درجات الأداء، أخشى ستنشأ إدارات فى المصالح الحكومية تسمى «إدارة الحشمة والوقار»، يقف أمامها الموظفون زنهار، تقيس ارتفاع الكعوب، ومساحة الفتحات فى الجونلات، أنصح الموظفات باقتناء شبشب أرضى لزوم ما يلزم، ترتديه فى المكتب أو تستخدمه فى الاعتراض على التعليمات المنظمة أو إذا جرى توقيع عقاب تلويماً أو توبيخاً.. احترس من كل من اقترب من الأرض!.

نقلا عن المصري اليوم القاهررية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بوز جزمة سيادتك بيدل على أنوثة طاغية» «بوز جزمة سيادتك بيدل على أنوثة طاغية»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon