بقلم : حمدي رزق
جميل إلحاح الدكتور «زياد بهاء الدين» على مطلب «مجانية اللقاح»، وبالمناسبة الحكومة صرحت مرارا وتكرارا أن اللقاح مجانى حال توافره، والمليارات مرصودة ومجنبة، والتعاقدات مرتهنة بتوافر اللقاح لدى الشركات المنتجة، وما وصل مصر عينات يا دوب وبالكاد تحصن «الجيش الأبيض» أولا، فى مواجهة الفيروس.
الأجمل يقينا أن ينفر كل قادر، من رجال الأعمال والتجارة والصناعة وأصحاب الشركات والبنوك وغيرها إلى تحصين جيوشهم العاملة، يحصنون رجالهم، وسواعدهم، وشيوخهم وشبابهم، كل من له جيش عامل يتولاه برعايته، وينفق على تحصينه، وفى الأخير سيدخل فى حساب المصروفات، ويخصم من الوعاء الضريبى.
أقول قولى هذا لأن العبء ضخم، ومستوجب على الحكومة توفير اللقاح مجانا للمواطنين جميعا، ولكن «القفة اللى لها ودنين يشيلوها اتنين.. أو ثلاثة أو حتى عشرة»، والحكومة مشكورة متكفلة بجيوشها، ما بالك بالعاملين فى المستشفيات الخاصة، فلتحصنهم مستشفياتهم من أرباحها، وما بالك بالبنوك، وشركات الأموال، جعل مالى صغير من وعاء ضريبى مستحق لشراء اللقاح لجيشها العامل.
مستوجب تماما، الدولة تحصن جيوشها من العاملين فى المستشفيات والجيش والشرطة وكبار السن والمرضى بأمراض مزمنة وسارية، والدور تاليا على موظفيها فى الدواوين والهيئات والمؤسسات، ثم ثم ثم.. جيوش الدولة والدولة أولى بها، ماذا عن جيشك فى مصنعك، ومتجرك، وشركتك، وبنكك، أنت أولى بهم، بتحصينهم لأجل صناعتك وتجارتك وخدماتك.
فكرة أبو بلاش كتر منه تخرب البيوت، الحكومة مسؤولة عن تحصين شعب كامل، والقادر كذا مسؤول عن شعبه وأهله وناسه، عندك مصنع حصن جيشك فى مصنعك، عندك مستشفى تفضل حصن جيشك، ليس من الحكمة تحميل الحكومة كل العبء، تدثرا بعباءة «المجانية»..
ترشيد المجانية وقصرها على البسطاء ومن هم تحت خط الفقر ضرورة مجتمعية، المجانية على إطلاقها يا دكتور بهاء لا تستقيم.. يعنى مالك مجموعة منتجة أو خدمية، يجلس فى الضل والحكومة تلقح له ناسه فى عز الشمس، إيد على إيد تساعد، وفى الأوبئة تظهر معادن البشر.
إضافة صغيرة، أرجو أن تخصص الحكومة من اللقاح حال توفره جعلا لأصحاب الشركات والمصانع ولاتحاد البنوك وعلى شاكلتها، يدفعون ثمنه والخصم من المنبع الضريبى. ليس عدلا أن تساوى الحكومة فى المجانية بين المدرس فى المدارس الحكومية والمدرس فى المدارس الخاصة، جحا يا سادة أولى برجاله الذين يستخدمهم لإنجاز أعماله، أقله يحمى نفسه وتجارته وصناعته ورأس ماله، وهذا من قبيل الاجتهاد فى مواجهة الوباء.