توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا حليوة أرضك رعيتيها والنظرة منك تحييها..

  مصر اليوم -

يا حليوة أرضك رعيتيها والنظرة منك تحييها

بقلم:حمدي رزق

بُشرة خير، والخير على قدوم الواردين، على قدوم الفلاحين.. مجلس الوزراء وافق على اعتماد السعر الاسترشادى للقمح، الإردب بـ (١٠٠٠ جنيه) للموسم المقبل (توريدات عام ٢٠٢٣) دعمًا لمزارعى القمح، وتشجيعًا لهم على زراعة القمح وتوريده.

حسنًا قررت الحكومة، الفلاح يستحق، والفلاح أولى من الاستيراد، والقمح المحلى لا يُعلى عليه، مواصفة جيدة، والأمل معقود على نفرة الفلاحين إلى زراعة القمح بكثافة هذا العام، السعر عادل بل مغرٍ، والحاجة ملحة لكل إردب زيادة، ونحلم برغيف من قمح بلدى، وهل من مزيد..؟.

حان وقت رعاية مزارعى القمح، زمان غنى «عبدالوهاب» من كلمات «حسين السيد» للقمح: «القمح الليلة»، ومنها: «يا حليوة أرضك رعيتيها والنظرة منك تحييها / من شهدك كنت بترويها والخير أهى هلت مواعيده / يارب تبارك وتزيده».

فى القاموس الفلاحى الشفاهى «الفِلاحة مناحة»، أى تعب وشقاء، ورغم المعاناة وقسوة الظروف، وبالسوابق الرهان على الفلاح المصرى لا يخيب أبدا.. الفلاح المصرى مفطور على العطاء، وكريم معطاء، وأجود من الريح المرسلة، ووقت الشدة شديد، وعبّر عنه الفلاح العتيد «محمد أبوسويلم» قام بدوره طيب الذكر العظيم «محمود المليجي» فى ملحمة «الأرض لو عطشانة» بمأثورته الخالدة: «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة».

هذه هى الوقفة المطلوبة، وقفة رجالة فى ضهر الدولة المصرية فى ظل أزمة القمح العالمية، قُربى لشعب الطيبين، محبة فى أغلى اسم فى الوجود، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة، سبحانه وتعالى «الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» (قريش / ٤).

فرض عين على كل فلاح أصيل.. وليس فرض كفاية زراعة القمح هذا العام، وتوريد كامل قمحه إلى الحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد بالدولار فى ظل أزمة الأقماح العالمية، وليس هذا وقت معاندة أو متاجرة أو مزايدة، سعر التوريد الاسترشادى مبشّر، والحاجة ماسة للتوريد الاختيارى دون اللجوء للتوريد الإجبارى.

البلد فى شدة، ولا نملك رفاهية عدم زراعة القمح، ما يضطر الحكومة لاستيراد أضعاف الإنتاج بكلفة ضخمة من لحم الحى، وبالدولار واليورو والروبل الروسى والهريفنا الأوكرانية وأخيرا بالروبية (العملة الهندية).

الحكومة تترجى الله فى طن قمح زيادة بعد شُح القمح الأوكرانى والقمح الروسى من جراء الحرب، والقمح المحلى ما شاء الله عليه، يطرح فيه البركة، والأحوال الجوية والحمد لله مساعدة على تمام وسرعة النضج، وامْتَلأت السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات، «فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة / ٢٦١).

هذا ليس وقت اختيار، لا نملك رفاهية الأيام الخوالى، وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصرى صاحب مروءة وشهامة وبذل ونخوة، ولم يتأخر يومًا عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مغرق الغيطان، ورجليه مغروسة فى الطين، وشايل الطين، وطين الترع على كعابه، ولا عمره اشتكى ولا قال آه.

وياكلها بِدُقة، وحامد ربه وشاكر فضله وكرمه، ومنيته فى الدنيا سُترة البنات، ولُقمة هنية، وصلاة الفجر حاضر، وحاضر فى غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، ثقة فى فالق الحَب والنوى، أن يكرمنا بحصاد يكفينا مؤنة الاستيراد، وناكلها بِدُقة ولا سؤال اللئيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا حليوة أرضك رعيتيها والنظرة منك تحييها يا حليوة أرضك رعيتيها والنظرة منك تحييها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon