توقيت القاهرة المحلي 02:09:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. بَلْ كَحُكَمَاء

  مصر اليوم -

 بَلْ كَحُكَمَاء

بقلم : حمدي رزق

«فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ». (أف 5: 15-16). سألت عامدا متعمدا عن فتح الكنائس طالما هناك تفكير جدى فى فتح المساجد بإجراءات احترازية كغلق دورات المياه (المَواضِئ/ جمع مِيضَأة) مع علامات استرشادية فى الفرش الجديد، الذى سيوزع على المساجد حذر العدوى، هكذا فهمت من تصريحات المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء.

كَحُكَمَاءَ، قرر أساقفة المجمع المقدس استمرار تعليق الصلوات بالكنائس، حتى السبت ٢٧ يونيو، على أن تنعقد اللجنة الدائمة للمجمع المقدس (أعلى سلطة دينية فى الكنيسة المصرية) مرة أخرى فى هذا التاريخ لدراسة الموقف، وكاستثناء يسمح بإقامة قداس «عيد دخول السيد المسيح أرض مصر» الإثنين، ١ يونيو، بعدد 6 أفراد فقط من الكهنة والشمامسة معًا، وأيضًا قداس «عيد العنصرة» الأحد ٧ يونيو بنفس العدد.

وشملت القرارات الحكيمة استمرار العمل بالقرار الخاص بصلوات الجنازات، والذى يقصر المشاركة فى الصلوات على أسرة المنتقل، ويفضل الصلاة على المنتقل بالمدافن مع تعليق صلوات الثالث وذكرى الأربعين وممارسة المعموديات بالكنائس، بحضور أسرة المعمد فقط، وبالنسبة لصلوات الأكاليل يستمر العمل بالقرار الخاص السابق إصداره.

الحكمة ضالة المؤمن، ومِن معانيها العلمُ والفهم، وأيضًا القصد والاعتدال فى التصرف، قال الله تعالى: «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ» (البقرة/269).

فَانْظُرُوا.. كَحُكَمَاءَ، رأُس الكنيسة يأخذ بالأسباب، يرعوى لأحكام الجائحة، لا يزايد إيمانيا على إيمان المؤمنين المتضرعين إلى الله أن يرفع البلاء. «وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ.. » ( يونس / ١٠٧ ).

كَحُكَمَاءَ أتمنى على وزير الأوقاف المحترم الدكتور محمد مختار جمعة (وبعد مكالمة هاتفية مقدرة من فضيلته) أن يتروى مليا ويتريث فى قرار فتح المساجد، أقله إلى التاريخ الذى قررته الكنيسة تأسيًا بالحكمة التى حكمت قرار المجمع المقدس، وبعدها يراجع على الأطباء الثقاة (فى لجنة الأزمة) هذا قرار جد خطير يستوجب الاحتراز. أعرف أن الوزير مضغوط والحكومة مضغوطة بأشواق المؤمنين للصلاة الجامعة، وأشواقهم محل احترام، لن نمارى فى شوق وتشوق ضراعة إلى الله.

مجددا، لا مجال للمزايدة على إيمان المؤمنين، ولكن الحكمة تستوجب مراجعة ما تعتزمه الحكومة من فتح فى زمن يستوجب الإغلاق.. باستثناء الأعمال أضرارًا طلبا للرزق، للقوت الضرورى. «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» (155/ البقرة).

كَحُكَمَاءَ، ومن حكم ابن عطاء الله: «لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَدِ العَطاء مَعَ الإلْحاحِ فى الدّعَاءِ مُوجبًا ليأسِك، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ لا فيما تختاره لنَفْسكَ وفى الوقْتِ الذى يُريدُ لا فى الوقْت الذى تُريدُ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 بَلْ كَحُكَمَاء  بَلْ كَحُكَمَاء



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 00:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
  مصر اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon