توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. بَلْ كَحُكَمَاء

  مصر اليوم -

 بَلْ كَحُكَمَاء

بقلم : حمدي رزق

«فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ». (أف 5: 15-16). سألت عامدا متعمدا عن فتح الكنائس طالما هناك تفكير جدى فى فتح المساجد بإجراءات احترازية كغلق دورات المياه (المَواضِئ/ جمع مِيضَأة) مع علامات استرشادية فى الفرش الجديد، الذى سيوزع على المساجد حذر العدوى، هكذا فهمت من تصريحات المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء.

كَحُكَمَاءَ، قرر أساقفة المجمع المقدس استمرار تعليق الصلوات بالكنائس، حتى السبت ٢٧ يونيو، على أن تنعقد اللجنة الدائمة للمجمع المقدس (أعلى سلطة دينية فى الكنيسة المصرية) مرة أخرى فى هذا التاريخ لدراسة الموقف، وكاستثناء يسمح بإقامة قداس «عيد دخول السيد المسيح أرض مصر» الإثنين، ١ يونيو، بعدد 6 أفراد فقط من الكهنة والشمامسة معًا، وأيضًا قداس «عيد العنصرة» الأحد ٧ يونيو بنفس العدد.

وشملت القرارات الحكيمة استمرار العمل بالقرار الخاص بصلوات الجنازات، والذى يقصر المشاركة فى الصلوات على أسرة المنتقل، ويفضل الصلاة على المنتقل بالمدافن مع تعليق صلوات الثالث وذكرى الأربعين وممارسة المعموديات بالكنائس، بحضور أسرة المعمد فقط، وبالنسبة لصلوات الأكاليل يستمر العمل بالقرار الخاص السابق إصداره.

الحكمة ضالة المؤمن، ومِن معانيها العلمُ والفهم، وأيضًا القصد والاعتدال فى التصرف، قال الله تعالى: «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ» (البقرة/269).

فَانْظُرُوا.. كَحُكَمَاءَ، رأُس الكنيسة يأخذ بالأسباب، يرعوى لأحكام الجائحة، لا يزايد إيمانيا على إيمان المؤمنين المتضرعين إلى الله أن يرفع البلاء. «وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ.. » ( يونس / ١٠٧ ).

كَحُكَمَاءَ أتمنى على وزير الأوقاف المحترم الدكتور محمد مختار جمعة (وبعد مكالمة هاتفية مقدرة من فضيلته) أن يتروى مليا ويتريث فى قرار فتح المساجد، أقله إلى التاريخ الذى قررته الكنيسة تأسيًا بالحكمة التى حكمت قرار المجمع المقدس، وبعدها يراجع على الأطباء الثقاة (فى لجنة الأزمة) هذا قرار جد خطير يستوجب الاحتراز. أعرف أن الوزير مضغوط والحكومة مضغوطة بأشواق المؤمنين للصلاة الجامعة، وأشواقهم محل احترام، لن نمارى فى شوق وتشوق ضراعة إلى الله.

مجددا، لا مجال للمزايدة على إيمان المؤمنين، ولكن الحكمة تستوجب مراجعة ما تعتزمه الحكومة من فتح فى زمن يستوجب الإغلاق.. باستثناء الأعمال أضرارًا طلبا للرزق، للقوت الضرورى. «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» (155/ البقرة).

كَحُكَمَاءَ، ومن حكم ابن عطاء الله: «لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَدِ العَطاء مَعَ الإلْحاحِ فى الدّعَاءِ مُوجبًا ليأسِك، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ لا فيما تختاره لنَفْسكَ وفى الوقْتِ الذى يُريدُ لا فى الوقْت الذى تُريدُ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 بَلْ كَحُكَمَاء  بَلْ كَحُكَمَاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon