بقلم : حمدي رزق
وأرجو أن أكون مصيبًا، ما فهمته من كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى احتفالية المولد النبوى الشريف، أن فضيلته يؤسس عالميًا لما يمكن تسميته اصطلاحًا (معاداة المسلمين)، على طريقة معاداة اليهود (معاداة السامية).
الإمام يدعو المجتمع الدولى إلى إقرار تشريع يجرم الإساءة للمسلمين Anti-Muslims، الإمام يذهب إلى طلب ذات المصطلح الذى حظى به اليهود Anti-Semitism، ويلاحظ أنّ المصطلح الأخير لم يكن مستخدمًا بشكلٍ شائعٍ حتّى القرن التاسع عشر، إلّا أنّه ينسحب الآن أيضًا على الحوادث التاريخية المعادية لليهود.
هذا المصطلح تاريخيا يعطى فقط لمعاداة اليهودية كمجموعة عرقية ودينية وإثنية، والمعنى الحرفى أو اللغوى للعبارة هو «ضـد السامية»، وتُترجَم أحيانًا إلى «اللاسامية».
باعتبار الإمام فتح الباب عالميًا للاجتهاد قانونيًا لحماية المسلمين، نرجو توضيحًا من فضيلته، هل المسلمون اليوم فى حاجة إلى مثل هذا التشريع؟ «معاداة الساميّة» هذا المصطلح شاع لأسباب تراوحت بين التعبير عن الكراهية أو التمييز ضد أفراد يهود إلى مذابح منظّمة أو حتّى الهجمات على المجتمعات اليهودية، هل المسلمون يتعرضون الآن لمثل هذا التمييز والهجوم، ما يستوجب النداء من الإمام بمثل هذا القانون؟
لله در الإمام، أعلم أن فضيلته يتلقى يوميًا أخبارًا جد مزعجة من أصقاع الأرض المعمورة عن اضطهاد متنوع ضد المسلمين، الأسبوع الماضى فقط بلغ مكتب الإمام ١٥ حادث اعتداء على مسلمين حول العالم، والإمام يستبطن هذه العذابات، ويعبر عنها فى بيانات، الإمام صدرت عنه متوالية بيانات الأيام الأخيرة تطلب جميعا الحماية للمسلمين وتجريم ازدراء الدين الإسلامى، ومقاضاة الصحيفة الفرنسية المسيئة «شارلى إبدو».
شخصيًا لا أفضل للمسلمين وضعية Anti-Muslim، ولا أستسيغ مثل هذا اصطلاحا ينسحب على المسلمين، أفضّل حوار المجتمعات والأديان بديلاً عن الانعزاليات فى جيتوات (جمع جيتو)، والمسلمون مأمورون بالعيش الكريم بين الناس، دينهم يحض على هذا التعايش، «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (الحجرات/ ١٣).. بُوركت فضيلة الإمام.