توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خالف تُعرف»

  مصر اليوم -

«خالف تُعرف»

بقلم : حمدي رزق

الفيس ساحة حرة للتنفيس، والفضفضة، البوح، والطبطبة، أعجب ممن يحولون الفيس إلى معركة طاحنة، يبدى رَأيًا ولا يقبل مزاحمة فكرية أو حوارية، الفيس يشغى بمزايدات، ومناكفات، لا يمررون تعليقًا إلا وأهالوا عليه التراب، ولا يتركون حتى صورة إلا وأُثخن صاحبها بالطعنات والغمزات واللمزات.. «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» (الهمزة/ ١).

وكأنه مندوب الفيس المقيم، محتسب الفيس، فإذا تعطّف علينا أن نصلى وراءه حاضر ولا نتخلف عن جماعته، وإلا رمانا بالكفر والإلحاد.

المحتسبون الجدد يؤمّون وَسائِل التواصل الاجتماعى بقضِّهم وقضيضهم، يصلبون الناس على حوائط الفيس، يجلدونهم على حسابات تويتر، أما الـ«إنستجرام» فحدِّث ولا حرج، صار هدفًا، أى صورة باين فيها كتف، أو ساق، أو صورة فيها دلع ورحرحة، تتحول إلى لوحة نيشان، سهام مطلوقة بالفسق وإشاعة الفجور والرذيلة، واتهامات وإهانات واشتغالات تدوم أيامًا. وَسائِل التواصل الاجتماعى تقطعت تمامًا، صارت وَسائِل التباعد الاجتماعى، فيه ناس طلقت الفيس، وهجرت تويتر، وقاطعت إنستجرام خشية من عقاب المحتسبين الجدد.

الدخول على الفيس لم يعد نزهة خلوية، للأسف مغامرة يتبعها أَذًى، تدخل تلبس فى الحيطة، شتيمة طائرة فى الفضاء الإلكترونى، لطمة على الوجه، ركلة فى المؤخرة، وينصرف المحتسب سريعًا مغتبطًا بنصره، حيث وراءه مهام جسام لتأديب المخالفين لشرع سيادته أو لفكره أو لهلاوسه السمعية والبصرية. أتحدث عن جماعة من المرضى بالوهم، يتوهمون أنهم على حق وغيرهم على باطل، وأنهم يملكون الحقيقة المطلقة، ولا يفكرون خارج ذواتهم المتضخمة، ويمعنون فى النكاية والشكاية، ولديهم إحساس بأنهم فى مساحة أخرى من الكون، وأن مخاليق ربنا على الفيس يتلقون وحيًا منهم على مدار الساعة، فإذا عطسوا شمّتهم من على الفيس، يرحمكم الله، كيف لا تشمت العاطس يا فاسق، وإذا تعطّفوا ببوست، هرع المفسفسون باللايكات والتعليقات، وإذا صمتوا هنيهة فعلينا أن نفتقدهم.

المحتسبون على الفيس عيّنوا أنفسهم رعاة لما يُنشر، ومراقبين لما يُذاع، وناقدين للأفعال والأقوال، ورافضين لكل شىء، يقتاتون على الاختلاف، أنا مختلف إذًا أنا موجود، ومهيمن ومسيطر، يمارسون إرهابًا فكريًا رهيبًا، ويشنون غارات إلكترونية عاتية على المخالفين، يسومونهم سوء العذاب الإلكترونى.

بعضهم مؤدلَج، كتائب إلكترونية، وفى الغالب (هو) تابع لخلايا نائمة فى الدغل الإلكترونى، والبعض منهم باحث عن دور، وليس أسهل من دور المحتسب، سايق الهبل على الشيطنة، وراكب قلع المركب من فوق، وعيّن نفسه خبيرًا اكتواريًا، وأحيانًا كَائِنًا فضائيًا، فإذا قالت الأرصاد بموجة حارة، سجل، الدنيا برد وعم خليل بيسقى الورد، وإذا قالت الإذاعة صباح الخير.. طفق يبرطم صباحكم زى وشكم، شايل طاجن سته فى الفضاء الإلكترونى، وطايح باللون الأسود يسود عيشتنا، ويلون حوائطنا بالهباب الذى يعتمل فى صدره.

محتسبو الفيس وراء مود القرف البادى على الوجوه، مرار طافح، لا بيعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب.

خالف تُعرف، تعبير عن عقدة نقص.. يعانون زيادة فى هرمون.. مركب نقص، خلاصته سيبقى الأخ «خالف تُعرف» يمارس هذه العادة السرية سلبًا أو إيجابًا حتى يلتفت إليه أحد ممن حوله، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين لا يكترثون به!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خالف تُعرف» «خالف تُعرف»



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon